Friday, January 24, 2014

في أفْقٍ يرصدُهُ اللَّيْلكْ


في أوردَتي
 تسْبَحُ وَتُسَبِّحُ بغدادْ
 أَتَفَقَّدُ عشرَ سِنِينِ العُمْرِ
 المُهرَقِ بين ضفائرِها
يلسعُني جَمرُ مصائرِها
ما بينَ قراصنةٍ وشُجونْ
وحبيبةُ قلبي الموجوعْ
تُضنيها أطماعٌ ودموعْ
مِن ليلٍ كُحلُ مراودِها
أتنفّسُ طقسَ تباعُدِها
فأُعاني مِن وَجعٍ مسنونْ..
ودماءُ الصبحِ المقْتولِ على شَطَّيْ دِجلَةْ
تَسقي نخلاتٍ ماتتْ واقفةً خَجِلَةْ؛
لِتقولَ: هنا..
يصحو النَّهرُ على نارٍ ورمادْ
وظلالٍ للشجرِ المحروقْ.
القلبُ تَكسَّرَ يا بغدادْ!
وتَعِبْتُ من الشوقِ المَجنونْ!
وفِخاخِ استفهامٍ قَبَعَتْ 
في دَغْلِ الذاكرةِ المشبوبْ
مَن، كيفَ، لماذا، ما انفكتْ 
أحراجُ الأحزانِ تؤوبْ
***
حين استُلَّت من "أورْكَ" حضارتُها في لوحاتٍ سِرياليةْ
بَقيَ القلبُ على الأعتابِ السُّوماريةْ
يُضنيهِ التِّنينُ المُرعِبْ
حين التمعتْ في عينيهِ الحَمراوَينِ بُروقٌ تُلهِبْ
ثم انطلقَت زَفْرةَ نارْ.
في لَوحِ الطينِ المشهودْ،
والذكرى خَيلٌ مفقودْ،

تَتَحَسَّرُ رانيةً تَهفو،
ذاكرةُ الحُلمِ المنشودْ
تترقَّبُ عودةَ جَلجامِشْ
بِجَنًى للخُلْدِ الموعودْ
والعُشبُ على الشَّطِّ المرصودْ؛
سَرَقتْهُ الأفعَى واختبأتْ خلْفَ الآكامْ!
***
سأُداوي الجُرحَ أيا بغدادْ
وأُنَقِّبُ: عن غَيْمِ الأجدادْ
في أفْقٍ يرصُدُهُ الليلكْ؛
أصداءَ عطاءْ،
وشموسٍ دِفْءُ مودَّتِها للكونِ غِطاءْ
وأغنِّي عُودي بوشاحٍ مَشغولٍ من زهرِ الحِنَّاءْ
عُودي بِأحاجٍ ينسِجُها صبرُ الأبناءْ
رُبَمَا في نيسانَ الآتي
تأتي شمسٌ مَولاتي
بعقودِ الفُلِّ تُنضِّدُها أيدي العُقَلاءْ
وتُوَسِّدُها –في رِفقٍ- جِيدَ العَنقاءْ


***
9/4/2013

الذكرى العاشرة لاحتلال العراق الغالي
من ديوان بغداد: للرّافِدَينِ أُغَنِّي

No comments:

Post a Comment