Friday, January 24, 2014

عُثمانُ والقُمصانُ والوطنُ السليبْ



أيقونتي يا دُرَّةَ التاجِ استعيدي فجرَكِ الوضَّاءَ

من جُزُرِ الظلامِ تشبَّثي وتحَيَّني دِفْءَ العِناقْ

يا قدسُ أنتِ حبيبتي أَنَتوهُ في أبَدِ الفِراقْ؟

هي غَيْمةٌ مُرْبَدَّةٌ وقفتْ على أُفْقِ اللقاءْ

سَيُزيحُها عصْفُ الرياحِ الثائراتِ؛ كُفوفُها:

مَسَحَتْ على شَعرِ السَّنابلِ فانحنتْ

لِتُعيدَ للوادي تباشيرَ النَّماءْ
 

تلك اندياحاتُ الرُّؤى نحو المَدَى
 
والحُلْمُ يصعدُ طارِقًا بابَ السَّماءْ:

هل تبسُطينَ على المرافئِ صحوَ أجنحةِ النَّهارِ؛

خُيوطَ شمسٍ تنتظرْ؟

هل تُغْدِقينَ على البيادرِ مِن أناشيدِ المطرْ؟

أوَصُمَّتِ الآذانُ يا أعرابُ وانخسفَ الصّدى 
 
والحقُّ تبلعُهُ الحُفَرْ؟

يا سِندِيانةَ صبرِنا هيَّا استعِدِّي للسفرْ
 
***
 
تلك التُّخومُ على مشارِفِها تراءى الحُلْمُ أقربَ

والبَنَفْسَجُ بات معقودًا على أجيادِ جِيلِ المُنْصِتينَ

لِوشوشاتِ العُشْبِ في صَخَبِ الطريقِ

وتمتماتِ النَّوْرَسِ المقهورِ 
 
حين يُغادرُ الوطنَ الحبيبَ
 
إلى المَهاجرِ

والبِحارُ تُزيدُهُ وجعًا على وجعٍ

تُعبّئُ صدرَهُ بروائحِ الليمونِ والزّيتونِ.. عِطرِ البرتقالِ،

دُعاءِ نَرجسةٍ بفكِّ الكرْبِ..

يفتحُ جَفْنَهُ الحنُّونُ يرقُبُ ما يدورُ

ويشهقُ الدُّورِيُّ؛ كيف يُوافِقُ الصَّاري 
 
على سيرِ السَّفائنِ

صَوْبَ شَطِّ الغُربةِ المَمْهورِ:

بالوجعِ المُسافرِ في شرايينِ النَّوارسِ

وارتعاشِ الضوءِ في الميناءِ

فوق حقائبِ الألمِ المُضرَّجِ بالحنينِ

وها هي الأرقامُ تُمسي أبجديّاتِ التعارفِ:

  عِنْدَ أرصفةِ المواني.. بين أروقةِ المُخيَّمِ ..

وانطفا وَهَجُ الزنابقِ في الخُدودِ

وأنَّ مَوَّالُ الرَّحيلِ ونَايُهُ الباكي الحزينُ

وسالت الذكرى: نخيلًا دُونَ طَلْعٍ في أخاديدِ الدموعِ،

وعَبْهراتٍ في الهوادِجِ، والمُهورُ هي الشَّهادةُ بعدما

انزلقَتْ على أرضِ التفاوضِ قِمَّةُ المُتهاونينَ

ومَرَّغتْ في الوحلِ صَحوَ عمائمِ المُتظاهرينَ

بأنَّهمْ مِن أجْلِ عُثمانَ اسْتشاطوا غاضبينَ

ولم يُراعوا الصِّدقَ فيما يرتدونَ فعافَهمْ:

عُثمانُ والقُمصانُ والوطنُ السليبْ
 
***
15/5/2013
 
 
   التفريط الخامس والستون في حقِّ العودة وأحلامِها!

No comments:

Post a Comment