Thursday, October 20, 2016

يَسقيكِ دِجْلةُ مِنْ كَفَّيْهِ إصرارَا






 
 
 
هل شيَّعوا الشمسَ في الحَدْباءِ فانْهارَا**صَرْحُ النَّهارِ لِيَبقى الليلُ دَوَّارَا؟
أُمُّ الرَّبيعينِ؛ تُهْدِي الزَّهرَ أَجْمَلَهُ**مَوجُ الفُراتَيْنِ يَسْبي النُّورَ أقمــــــــارَا
 عَيْسَاءَ كانتْ وكان الشَّهدُ مَوْرِدَها**فأُجْرِيَ المُرُّ بَعدَ الشَّهدِ أنهارَا
وِشَايةً دَبَّجَ الواشونَ فامْتلأتْ**أسماعُ مَنْ حَقدوا والحِلْمُ قد غارَا
مَنْ يُوثِقِ النَّارَ، والأحزابُ تُطْلِقُها**لَمْ تُبقِ مِنْ عَدَنَ الخَضْرَاءِ آثارَا
دَقُّوا مَسامِيرَهُم في الرَّبْعِ وَانتَهَجوا**نَهْجًا أَقَرَّ جُحَا يُبقي لهُ الدَّارَا
هَذي قوافِلُهُمْ في الغَيِّ سَادِرةٌ**أينَ العدالةُ إذْ يَحمُونَ جَوَّارَا؟
مِن كلِّ فَجٍّ أَتَوا واستُنْفِرَتْ هِمَمٌ**على الطريقِ انبَرى التَّعتيمُ أسْوارَا
مِنْ زَيتِنا أشعلوا النِّيرانَ مِنْ زَمنٍ**والنَّفخُ في كِيرِها ما عادَ إسْرارَا
وقاسَموا الرُّوسَ في قَزْوينَ كَعكتَنا**على جَماجِمِنا .. ذا نَخبُهُم دَارَا
غَدَتْ سِجالًا حُروبُ الحقِّ وامْتُشِقَتْ**سُيوفُهـــــــــا والقَنـــــــــــا؛ أَثْلَثْنَ إصْرارَا
فَلُّوجةُ العزمِ لمْ تهْدأْ وما انْتَبَذَتْ**أقصى الأقاصي تَلوكُ اليأسَ إقرارَا
فَتارةً يُسرِجُ الفُرسانُ خَيْلَهمو**وتارةً يَخطِمونَ العَزمَ  لَو ثارَا
سَنُّوا صَوَارِمَهُمْ.. وعَلَّقوا حُمُرًا**على الجُسورِ فكانَ الرُّعبُ مِدْرارَا
***
يا مُوصِلَ المَجْدِ؛ والأحرارُ ما رَكَعُوا**إلّا لِبارئِهِم.. واسْتلْهمُوا الثارَا
ضُمِّي أيَا قُبَّةَ الإسلامِ أَجْنِحةً**على المآذِنِ يَدْنُ الفجرُ نَوَّارَا
لَمْ نَنْسَ في نينَوَى التوحيدِ قِصَّتَها**في ظلِّ يقطينةٍ؛ ذُو النُّونِ ما حارَا
هُبِّي أيا نِينَوَى؛ يَبغونَها عِوَجًا**دَقُّوا خِيامَكِ؛ هَل أُنْسِيتِ أنْبارَا ؟!
حتَّى وإنْ زَمَّرَ الحاوِيْ وَجَمَّعها**سُمُّ الثَّعابينِ باقٍ في الدِّما مَارَا
هذي المَحارِقُ لَنْ تُطفَا جَريمتُها**حتّى وإنْ أنكرَ الرُّومانُ إنكارَا
هُمْ يُنكِرونَ وقد فاضَتْ جِعابُهمو**بِأَسْهُمٍ تَمنحُ الباغِينَ أَوزَارَا 
أَخْفَوا خَناجِرَهُم، والغَدْرُ ساتِرُهُمْ**مِنْ أَلْفِ خَلْفٍ أُتِينا، أَمْنُنَا طارَا
أُخْتَ الرَّمادي عُيونُ الحِكمةِ التَمَعَتْ**إنْ تَشْرُدِ الشَّاةُ تَلْقَ الحَتْفَ بَتَّارَا
  هل يَفْتِقُ الدَّهْرُ لِلْمَكْلومِ ذاكِــــــرةً**إنْ دَمَّرَتْ زُمَرُ الفُجَّــارِ أمْصارَا؟
جُرحُ العِراقِ سيبقى ساهِرًا أبَدًا**حتى تعودَ رِياحُ الثأرِ إعصارَا

 *****
 20/10/2016
المُوصِل:هي عاصمةُ مُحافظة نِينَوَى العراقية
وتُسمّى الحَدْباء والخضراء والزهراء وبنت الفُراتَينِ وأمّ الربيعين وقُبةَ الإسلام وبابَ العِراق
سُيوفُها والقَنا:  أَثْلَثْنَ  إصْرارا: تَخَذنَ مِن الإصرارِ ثالثَهُنّ
من ديوان بغداد: للرّافِدَينِ أُغَنِّي
[]
نُشِرت في مجلة (المرايا) العراقية بِنُسختيها الورقية والإلكترونية العدد(21) حزيران 2020 
تصدُر عن تَجمُّع مَرايا الأدبيّ