Friday, January 17, 2014

شـــــهرَزادية





وفي ليلةٍ عاثَ فيها السُّهادُ


انتحَينا وقلنا:  أيا شهرَزادْ


نُريدُ – أُخَيَّةُ- قَصًّا يُعادْ


فهيَّا احجُبينا عن الملكِ المُستبيحِ


دماءَ العذارى


إذا ما توقَّفنَ عن سردِهنَّ لصوتِ الفصيحِ:


رأيتُ النهارا


وقُصِّي علينا حكايةَ هذا الزمانِ


الذي أنكروهْ


وكيف أشارتْ عقاربُ فيه


-بلونِ الهوانِ -


تُنَبِّئُهم عن غَدٍ كبَّلوهْ 


وكيف تجاسرَ مَن قتلوهْ ؟


فقالت: رُوَيْدًا على رِسلِكُنّ


أتنسَيْنَ ما كان مِن أمرِكنّ ؟


أُريقَ مع الدَّمِ سرُّ الحياةِ


وسرُّ عصورٍ لها رَوْنَقُ


تُخلِّدُ مَن يذهبونَ إلى الموتِ


قَطْرُ الوعودِ جَنًى يُغدَقُ


ورانت على صوتِها غُصَّةٌ:


أليسَت لنا دُونَها قِصَّةٌ ؟


تَوَقَّفتُ في الليلةِ السابقةْ


لَدَى العاشقينَ الهوى مِنطَقةْ


وجُلْنا خلالَ ظلامِ الديارْ


يُراوِدُ نِبراسَنا شهريارْ


بَحَثنا عن الآثمينَ فباتت


 تُؤَثَّمُ منهم يدُ الحاضرِ


تمُجُّ اكتراثًا بشرٍّ أحاطَ


 بِهم مِن عدوٍّ لهم ظاهرِ


يرُشُّ السلامَ على المَيتينْ


مِن البندقيةْ


فينبُتُ للقبرِ كفٌّ مَهينْ


يَرُدُّ التحيةْ


وصبَّارةٌ تستقي مُرَّها



مِن عصيرِ السكوتِ أو العنتريةْ !!


= = =


وإذْ لمعتْ في الدُّجى بارِقةْ


على قمةٍ للمُنى باسِقةْ


بدَا في الحكايا بريقُ اللآلْ


وكيف تلألأ نَجمُ الليالْ


يُضيءُ الزمانَ الذى أرهقَتْهُ خبايا الدروبْ؛


فقد عادَ لحنُ الحياةِ الدَّؤوبْ


وألقى الضياءَ على حُلْمِ ليلٍ


شَجِيٍّ عَصيٍّ عَفيٍّ غضوبْ


يُدافَعُ فيه عن الخبزِ والمِلحِ


والغيْمِ إذْ خَصَّنا منه غَيمٌ سَكوبْ !


= = =


وفي الليلةِ الألفِ بعد المِئةْ


وحين تحوَّرَ حُلْمُ الضِّفافِ


وأصبح ذِكرى


تُرَوِّضُ خيْلَ السنينِ العِجافِ


بأُسطورةٍ عن غرامِ الملوكِ


بعرشٍ يُناوئُ للعدلِ فِكرا


سَجا الليلُ ثمَّ تفجَّرَ نارا


لِيصهرَ غَثَّ الحديدِ .. الصَّدا


ووسَّدَ حُلمًا رأتْهُ العذارَى


حياةً سقاها رحيقُ النَّدَى


وابتسامُ المَدَى !!


= = =
15/3/2001


 مِن ديوان: العُصفورُ الذي نَسي     



القصيدة بالكامل كانت موضعا للامتحان في منهج الرمز في الشعر المُعاصر

لطلبة البكالوريا في الجزائرِ لعام 2016

3 comments:

  1. لله درك أيتها المبدعة

    ReplyDelete
  2. لله درك أيتها المبدعة

    ReplyDelete
  3. الإبداعُ في مرورِكِ الشَّذِيِّ الذي عطَّرَ صفحةَ القصيد

    ReplyDelete