Tuesday, November 22, 2016

طُفولةُ سِرْبِنا الأخضرْ





تُرَوِّعُني سحاباتٌ 
من الأهوالِ إذْ تُمطِرْ
إذا مرَّتْ بذَاكِرَتي
طُفولةُ سِرْبِنا الأخضرْ
وفي أعقابِها التِّنينُ كمْ يظهرْ
وَأَلْسِنةٌ مِن النيرانِ أرسلَها الفَمُ الأفْغَرْ
وَطيفٌ يَرشِفُ الألوانَ لا يُبقي
سِوَى أُفْقٍ بَدَا أغبَرْ 
وهذا ما يؤرِّقُني
وفي الأحزانِ يُغرِقُني:
أراها في سَوادِ الحُلْمِ
شاردةً مُمَزَّقةً
وَقَنَّاصٌ يُطارِدُها
وفي كَفَّيْهِ قد نَبَتَتْ
نِبالٌ قَوسُها خِنْجَرْ
وتَحتَ القَصْفِ والأنقاضِ 
تصرُخُ لا مُجيبَ لها
فَمِنْ صَمَمٍ إلى صَمَمٍ
ضَميرُ الكَونِ قد أَقْفَرْ
وفي "السَّارينِ" غارقةً
ووَحْشٌ نابُهُ أحمَرْ
على كُرسِيِّهِ حَدِبٌ
بِرَاحِ الظُّلْمِ كَمْ يَسْكَرْ
قَمَاريُّ الشّآمِ غَدَتْ بِلا صَوتٍ
لأنَّ حناجِرَ الأحرارِ تُسْتَأْصَلْ
وقُمْرٌ في مَشانِقِها
تَدَلَّتْ.. عُمرُها يُنْحَرْ
وتجويعٌ.. وتضييعٌ.. وتركيعٌ
وَتَكسيرٌ لِأعشاشٍ وَتَهجيرٌ
إلى حيثُ الطُّيورُ الخُضرُ مِنْ أعناقِها تُعصَرْ
وإعصارٌ يلُفُّ النَّوْرَسَ المَكلومَ في مَوجٍ
وكُحلُ الليلِ في شُطآنِنا يُنثَرْ
وأنَّ الآتيَ المجنونَ مُبْتَكِرٌ
مع الأوجاعِ أوجاعًا ولَنْ يُدحَرْ 
لهذا قُلتُ يااااا كَبِدي
ورَدَّدَ ياسَمينُ الشَّامِ،
والأصداءُ: يا كَمَدِيْ
سَتَبْقى: نخلةُ الأحقادِ 
باسِقةً وسامِقةً
بَرَاعِمُنا على السِّندانِ؛
والتَّمْييزُ مِطرَقةً
فلا تأكُلْ أيا وَلَدي 
ولا تَشْرَبْ ولا تكبَرْ

25/5/2015
(تواصلًا مع قصيدة الشاعرِ أحمد مطر: يا ولدي لا تكبَر)
القُمْريُّ والقُمْرِيَّةُ، بالضم: ضَرْبٌ من الحَمَامِ، والجمع: قُمْرٌ وقَمَارِيُّ 
من ديوان: تراتيلُ دمشقية

كَشفَتْ إحدى المؤسساتِ الأوروبيةِ في نوفمبر/2016 عن اختفاءِ عشرةِ آلافِ طفلٍ سُوريٍّ لاجئٍ
إلى دولٍ أوروبيةٍ، وقالتْ إنَّ مصائرَهم مجهولةٌ ويُخشى عليهم من مُنظماتِ الاتِّجارِ بالبشر.


Saturday, November 12, 2016

تَعاوَرَكِ الكُماةُ أيَا حَماةُ






تَعاوَرَكِ الكُمـــــــــاةُ أيَا حَماةُ**وَيُقْطَفُ مِنْ مُحَيَّاكِ الثَّباتُ
أضاءَ الصبرُ في عَتَمِ الليالي**فَغَصَّ الواقِبُ.. انتحبَ الرُّماةُ
أيَا أَرضًـــــــا مَنــــــاجِمُها فــِداءٌ**على أســـــــــوارِها كُسِرَ البُغاةُ
 وفي الغاباتِ كانَ الغَدْرُ حَتمًا**فقد غابَتْ عُقولٌ مُنْصِـــــفاتُ
مَضَى الأَسَدُ العَجوزُ يَعيثُ هَدْمًا**فَقَاعًا صَفْصَفًا.. باتَتْ حَمَاةُ
وَمِنْ تحتِ الرَّمــــــــــــادِ أَتَتْ إلينا**معَ العَنقــــــــاءِ وازدَهرَ الرُّفاتُ
سَواقيها على "العاصي" تُغنّي**وتَسْقِي اللوزَ إنْ تَعِبَ السُّقاةُ
وَزَيْتونًا وعَسْـــجَدَ سُـــــــــنْبُلاتٍ**شَرِبْنَ الشَّمْسَ؛ فابْتَسَمَ الرُّعاةُ
وَتِلكَ شقائقُ النُّعمانِ غارَتْ:**أنُمْسي والجمــــــــالُ لنا فَوَاتُ؟
فَأَنْدَلُسِـــيَّةُ الحُسْنِ استَعادَتْ**مِن التاريخِ ما رَسَــــــــــمَ التُّقاةُ
***
 جُيوشُ أبي عُبَيْدةَ حَرَّرَتْها**وَفي الرُّومِ القَياصِرةُ الطُّغَاةُ
ولكنَّ الذِّئابَ عَوَتْ وعادتْ**وفي أنْيـــــــابِها مِزَقٌ .. فُتاتُ
بَراكينٌ مِنَ الأحقــــادِ تَغلي**ونارُ الفُرسِ أشْـــــــعلَها الغُلاةُ
ويَحْتَطِبونَ؛ تُطفئُها حَمــــــاةُ**تُزَنِّرُها العزيمةُ والصَّـــــــــــــــلاةُ
سيبقى حِصْنُها الإيمانُ يَعلو**وإنْ جَمَعوا المَعاوِلَ واسْتَماتوا
وَتَلفِقُ جُرحَها بِخُيوطِ صَبْرٍ**وآيةَ نَصرِها.. يَتْلو الحُداةُ
وَمِنْ دَمِ كَرْزِها حِنَّاءُ مَجْدٍ**فلا عُقِمَتْ بُطونٌ مُنْجِباتُ
سَنابِلُها إذا انفرَطَتْ سَتَنْمو**لِتَمْلَأَ واديَ "العاصي" الحَياةُ:
فَوَارِسَ.. فَوْقَ خَيلٍ صَاهلاتٍ**وَمَا اسْتَعصَتْ سُيوفٌ مُشْرَعاتُ
   تَعاهَــــــــدَ حامِلوها: لَنْ يَمَلُّوا**وفي حَلبٍ  وإدْلِبَ  مُعجِزاتُ
فَشَمْسُ الحَقِّ تَسْطَعُ لا تُبالي**أَتَحجُبُها الأَكُفُّ المُظْلِماتُ؟
*****
15/10/2016
من ديوان: تراتيل دمشقية