Tuesday, January 21, 2014

ودلالُ عروسُ فِلسطينْ






مَنْ يُشبِهُنا؟ ومَرايانا لا ترسُمُ نبضَ الأصداءْ

والمَدُّ الثوريُّ اسْتكفى بملامِحَ صارتْ أهواءْ

إلا وَجْهًا مِن صَبْرا؛ كان اسْتثناءْ

كم أهداهُ الحُبُّ القيسيْ: 
عُرسًا هودَجْ

يتهادَى والعَزفُ اسْتَرسَلْ

وَدلالٌ قلبٌ مَشبوبٌ يَرنو الرِّيحَ الخَيْلَ الْـ  تُسْرَجْ

في صَبْوتِها، رأتِ الوطنَ العِشقَ الأنبلْ

كم أرَّقَها الشوقُ الضَّاري

كم أوجعَها الفَقْدُ النَّاري

في لَهفَتِها، لَهْفاتٌ تَهفو تَدَّفَّقْ

مِن مُرِّ الخَيمةِ إذْ تُفْتَقْ

مِن مأساةِ اللِّدِّ انْطلقتْ؛

غزَلتْ حُزنًا يافــاويًّا أعمَقْ

صَنعتْ منه الرَّمزَ، البَيْرَقْ

كان الحُلمُ النَّهرَ الزَّورَقْ

كان العُمرُ الدَّمعَ المُهرَقْ

قوسًا يرمي نَبْلَ الخندَقْ

عَبَرتْ تَسبي ظُلمًا يَفْرَقْ

وتحدَّتْ مُحتلَّ الجَرْمَقْ

كانت بَتلاتُ الحَنُّونْ

في الطقسِ العاتي المَجنونْ

تتراءى جمرًا .. مَنْ أوقَدْ؟!

وإذا العَزمُ الواعِي أرعَدْ؛

كان التاريخُ على مَوعِدْ

رَسمَتْ في مِرآةِ النارِ؛ الفَجْرَ المَقصِدْ،

حَفرَتْ في ذاكرةِ الوَردِ؛ العِطرَ المَورِدْ؛

لُغةً تفعَلْ

لُغةً تجهَلْ:

مَعنى الشَّجْبِ، الذُّلِّ، الجُبْنِ، الحَنْثِ، الحَنظلْ!

لغةً نَسَفَتْ مِن أبْواقِ العُذرِ الأهتَمْ؛

حَبْلَ الحكمةْ؛

إذْ يَخنِقُ والينا الأبكَمْ!

= = =

لَثَمَ الأرضَ الفرَحُ الطاهِرْ

ونُوَيْراتِ الكَرَزِ السَّاهِرْ

وتعالتْ صيحاتُ المَغنَمْ:

يا جُرحي ثُرْ، وانْبِضْ رَفْضًا

تُشرِقْ شَمْسُ الحُلْمِ الأعظمْ

أنتَ الحَشدُ الباقي فينا..أنتَ المَعلَمْ

ثمّ انفجرتْ أسرارُ الرَّكْبِ الـمُسْتَعذِبْ؛

لصلاةٍ في حِضْنِ النارْ

ضمَّت حيفا، يافا، صَفَدٌ، بِيْسانٌ؛ عُرسَ الأحرارْ

وإلى جَدَثٍ تحت النَّرجسْ

وَالآسِ وزَهْرِ الصَّبَّارْ

-في آذارْ- حجَّتْ أحلامُ الثوارْ

والبحرُ يُنادي أمواجًا مِن حِطّينْ؛

(القدسُ عروسُ عُروبتِكمْ)*

ودلالُ عروسُ فِلسطينْ!
***

11/3/2013

من ديوان: للقُدسِ مِعراجٌ
***
في مثل هذا اليوم من عام1978عبَرت الفلسطينية، ذاتُ العشرين ربيعًا، دلال المغربي من لبنان إلى فلسطين، قائدةً لفرقةٍ من اثنَي عشر فدائيًّا(استُشهِد منهم اثنانِ في البحر) جاءوا من فلسطين ولبنان واليمن والمغرب، واستقلّوا حافلةً مُكتظةً بجنودِ العدو-ورفعوا عليها العلم الفلسطينيّ- ثم اتجهوا بها من حيفا إلى تل أبيب، وقد دامت جمهوريتُهم في هذه الحافلة، أربعَ ساعات- ممطرين السياراتِ المارةَ بوابلٍ من رصاصهم، وعندما انتبه العدو لهم ونَفِدَت ذخيرتُهم؛ فجّروا الحافلة بعد أن كبَّدوا العدو –وفقًا لإحصاءاته المُعلنة- ثلاثين قتيلاً وأكثر من ثمانين جريحًا، وكان (باراك) قائدَ فرقة الكوماندوز التي كُلّفت بمقاومتهم إلى جانب الدبابات والطائرات.

()* ما بين القوسين من قصيدةٍ للشاعر: مُظفَّر النُّوَّاب

2 comments:

  1. قصيدة تجسد ذلك العرس الفلسطيني الرائع الذي عشنا تفاصيله مع حروفك التي نزفت وجعًا على السطور .. دمتِ ودام الوطن حرًا في قلوبنا

    ReplyDelete
  2. شاعرةَ البنفسَجِ والحنين بنتَ فلسطين
    ويبقى نزيفُ الوجعِ على السطور
    إلى أن يرجِعَ الوطنُ الغالي؛ فتهدأَ القلوبُ التي في الصدور
    سعدتُ بما نثرتِهِ هُنا مِن عطور
    دامَ الوطنُ حُرًّا في قلبِ كلِّ حُرٍّ بالأشواقِ يمور
    ودُمتِ لي

    ReplyDelete