Friday, January 17, 2014

فقد أعلنوها وفاةَ العربْ





نُشِرت في العدد 31 (الصادر في حُزيران)2021 من مجلة مرايا العراقية للشعر والأدب

تُجَلْجِلُ في الأُفْقِ يا سيدي
متى يُعلنونَ وفاةَ العربْ؟
تُطرِّزُ شعري بأصدائِها
يُسجِّلُ أحوالَنا عن كَثَبْ:
تَراجَعَ حُلْمُ الزمانِ الجميلْ
فها هو قَصُّ شعورِ النخيلْ
وها هو مَنْعُ الخيولِ الصَّهيلْ
ويذهبُ نِيرونُ يأتي البديلْ
ويأتي العساكرُ بالمستحيلْ
فينتعِلونَ جِباهَ النُّخَبْ!
***
ولم يأتِ (شعبٌ مِن الياسَمينْ)
(لهُ برلمانٌ مِن الياسَمينْ)
وما انفَكَّ حُلْمُكَ طيَّ السنينْ
حبيسَ الصدورِ طريدًا مَهينْ
ولم يأتِ بعدُ بشيرُ القُرَبْ!
***
ولم يأتِ برقٌ، ولم يأتِ رعدٌ، وعَزَّ المطرْ
-سوى أنَّ برقًا جريئًا بريئًا، ومِنْ سُدْفَةِ الليلِ حيَّا، ظَهَرْ-
-فما عرَفَ الشَّجْبَ طفلُ الحَجَرْ-
ولم يسْتَثِرْنا نَذيرُ الخطرْ
ولكنْ سَجا الليلُ حتى مَحا مِن المُفرداتِ بهاءَ السَّحَرْ
لكي لا تُفيقَ عيونُ المَها.. أفاقَ القطيعُ بِمَسِّ سَقَرْ
فردَّدتُ قولَكَ: يا لَلعجبْ!
***
أتَسْألُ عن سِرِّنا يا نزارُ تُطيِّرُهُ الريحُ فوق السُّحُبْ؛
فقد أعلنوها وفاةَ العربْ؛
بحَجْمِ الهوانِ بَدَا سَمْتُها وعُلِّقَ إعلانُها في الشُّهُبْ
وشدُّوا خِطامًا على أرضِنا لِيرصُدَ مَن قد يُثيرُ الشَّغَبْ
وقالوا لِـ "عنترَ": خَبِّرْهُمُ بأنَّ زمانَكَ وَلَّى.. ذَهَبْ
فَـ "عَبْلُ" الأمانيِّ حِكْرٌ على أُسودٍ إلى غابةٍ تنتسِبْ
وَ"عَبْسٌ" قَلَتْكَ وما أَمْهلتْ وداعي الجهادِ غدَا ينتَحِبْ!
***
ونحن الفراعِنَةُ القادمونَ مِن الغيبِ نهتِكُ سِتْرَ الحُجُبْ
نُذبِّحُ أبناءَكم.. وَيْحَكُم.. فَلَسنا نُحبُّ البنينَ النُّجُبْ
نُطاردُ إرهابَكم.. دينَكم؛ بحرقِ المصاحفِ، حَجْبِ الكُتُبْ
وفوق المنابرِ، أو في الحناجرِ، أو في القلوبِ، وتحت الأُهُبْ
وفي جِنْحِ ساحٍ، وفي غِمدِكُم، وطيَّ النَّوايا، ورِفقَ الطَّرَبْ!
***
ونملِكُ آلةَ حربٍ طَغَت، لِقطفِ الرؤوسِ وصَبِّ اللهبْ؛
على عزمِ شعبٍ أبيٍّ رَنا لحريةٍ.. أو عَراهُ الغضبْ
فمعبودُنا ليس إلا (دُلَر) ومنه الشفاءُ ومنهُ الوَصَبْ
وصُغْنا قوانينَ قَهرِ الوَرَى: "مع الأمريكانِ أوِ القَ النَّصَبْ"
***
ولن نَتوانى نَعُدُّ الخُطى، ونُحصِي التنفسَ عند الطلبْ
نُحَدِّدُ مَن يستحقُّ الحياةَ، ومِن نَبعِها لو أذِنَّا شَرِبْ!!
فلا فرقَ يا سيدي بين مَوتٍ، ومَمنوحَةٍ مِن رُعاةِ البقرْ؛
لِعَبْسٍ، تَميمٍ، ثَقيفٍ، هِلالٍ، قُرَيْشٍ، هُذَيْلٍ، وحتى مُضَرْ؛
وإنْ منحوها وعاشَ العربْ!!
***
30/3/2002
هذه قصيدة قديمةٌ جديدة!!! بمحتواها الذي يُلازمنا واصفًا حالنا منذ عهدٍ بعيد.
وهي ردٌّ متواضعٌ على قصيدة نزار الملحمية المريرة 
تحت عنوان "متى يُعلنون وفاة العرب"
المنشورة في (الأهرام ويكلي) عام 1990 

من ديوان: التُّراب المُرتَهَنْ

2 comments:

  1. ويذهبُ نِيرونُ يأتي البديلْ
    ويأتي العساكرُ بالمستحيلْ
    فينتعِلونَ جِباهَ النُّخَبْ!
    ***



    تضعين ايلان في برلمان العرب ،،،فقد زدته الما ،،هذا ايلان البكاء والحزن الباقي ...............ولكنك قلت الكثير ببلاغة وفصاحة عالية ،، والف سلام ياشاعرة ،، الحيّ

    ReplyDelete
  2. ويبقى إيلان رمزًا لمأساة الشام نيابةً عن كل أطفال الشام
    وكنايةً عن هوان أمة كانت ثم فرّطت فهانت
    ومَنْ يهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليه فيبقى في قرارةِ القاع
    سلمك الله شاعرنا المهجريّ الراقي
    وجعل لنا مما نحن فيه مخرجا

    ReplyDelete