Saturday, September 20, 2014

يَبْغُونَها عِوَجَا





يا دُرَّةً مكنونـــــةً في حُجْبِـــها    مَن ذا الذي أغرى بحُجْبِـكِ تُفْتَقُ؟
هيـَّـا ارتِقِي ثوبَ الكمالِ ومزِّقي    ثوبَ الجهــــالةِ يرْتَدِيهِ الأحْمَقُ
هيا اهجُري إعلامَــهم ذاك الذي    ثَقبَ السفينـةَ.. فالسفينـةُ تَغرَقُ
صَخَبٌ يروِّجُ للرذائــلِ والخَنَــا    وعلى مذابحِهِ الفضـائلُ تُسْــحَقُ
عَطَبٌ أصابَ ثمارَنــا في قلبِـها     يَبْغُونـَــــها عِوجـًا بِهِ نَتَمَنْطَقُ!
خانوا الأمانــةَ والجبالُ تخوَّفتْ    سِترَ الحيـاءِ- بلا حيــاءٍ- مَزَّقوا
هَدَموا سِــــياجًا  للعقيــــدةِ أزَّهم    فإذا الغرائـزُ مِن عِقـــالٍ تُطلقُ!
باعوكِ في سوقِ النِّخاسةِ وَيْحَهُمْ ورمَوكِ سَهمًا في العقيدةِ يُرشَقُ
مَوءودةُ الأمسِ استحالت سـلعةً   وإلى مزاداتٍ تُســـــاقُ  فتلحَقُ!
وتَشــدَّقوا: إن الحقوقَ تعادلتْ    مِن إفكِهم  فالدينُ منهم أســبقُ!
أوَ بالمَباذلِ والمعاصي عُودِلَت؟  تبــًّا.. وإبحـارُ العُصــاةِ المَغرَقُ
قُلْ للحرائرِ إنْ أردْنَ تحصُّنـــًـا    تاجُ العَفـافِ على المَلِيحَـةِ ألْيَقُ
بَلِيَتْ مزاعِمُهم وبارتْ فِرْيَـــــةٌ    صَوْنُ المفاتنِ شِــرعةٌ لا تخلَقُ
طالَ احتِطابُ القومِ في نارِ الحِجــــابِ فَهَالَهُمْ هذا الذي لا يُحرَقُ!
***
12/3/2005
من ديوان: عُذْرًا حبيبي المُصطفَى

http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=187058
ترحيب بالشاعرة القديرة ثريا نبوي..  بقلم ابنةِ اليَمّ: مديرة المنتديات






Thursday, August 28, 2014

فَصَلِّي يا "دِيالَى" لا تُبالي


أيا بغدادُ في حُلَلِ الإيابِ="نعودُ مِن الغيابِ إلى الغيابِ"؟
"دِيالَى" غاصَ فيها ألْفُ نَصلٍ=وأمسى الأمنُ ضربًا مِنْ سَرابِ
وبَوْحُ الليْلَكِ المَكلومِ دَامٍ=وقَطْرٌ مِن شرايينِ السَّحابِ
مساجِدُنا بحارٌ مِن دماءٍ=مآذِنُها فناراتُ العُقابِ
سِفارةُ "مُصْعَبٍ" قد عَلَّقوها=بِحِقْدٍ؛ في أسِنَّةِ الاحترابِ
أيا قابيلُ صَوَّحَتِ الأماني=وقد سالت دماءٌ في الترابِ
دماءُ أخيكَ.. والغِربانُ تبكي=على الأجداثِ والغدرِ المُرابي
تَوَضَّأَ فجرُنا بالنورِ يَسعى=إلى نصرٍ يُمَنْطَقُ بالشِّهابِ
فَعَاوَرَتِ السِّهامُ السَّعيَ طُرًّا=وباتَ الرَّعْيُ في كَنَفِ الذِّئابِ
إلامَ يظلُّ خِنجَرُنا إلينا=نُسدِّدُهُ على رقْصِ الكلابِ؟!
وأمواجُ البَنفسَجِ في انحسارٍ=وتَسبيها سحائبُ الانقلابِ
سَئِمْنا يا عِراقَ المجدِ غزْلاً=إذا نَقضَتْهُ عَضَّاتُ الرُّهابِ
حَفيدُ العلْقَمِيِّ..الإرثُ وَشْمٌ=يُفَتِّحُ للأعادي ألْفَ بابِ  
فمِنْ كرزايَ للمالْكيْ أطلَّتْ=وجوهٌ مِن سُلالاتِ العِقابِ
تَبَدَّلتِ الملامِحُ والقوافي=وأفعَى بين طيَّاتِ الكتابِ!
= = =
غُيومُ العِزِّ عادتْ بعد نَأيٍ=إلى أُفْقِ "الرَّشيدِ" بلا جِرابِ
ومِنْ نورِ "الرشيدِ" القَبْسُ حَتْمٌ=لِمَنْ هَجَرَ الدَّنِيَّةَ وَالتَّصابي
فصَلِّي يا "دِيالَى" لا تُبالي= وُضُوءُ الحُرِّ بالدَّمِ لا الخِضابِ
صلاتُكِ ثورةٌ لا تُطفئيها=ولا تُصْغي إلى لؤمِ العتابِ
 فإنَّ السُّمَّ تَنْفُثُهُ الأفاعي=إذا ابتَسَمَتْ..حَذَارِ مِنَ اقتِرابِ
وضُمِّي الصَّفَّ ولْتُرْبَطْ خُيولٌ=وَرُشِّي العُنْفُوانَ على الرِّكابِ
  مَواسمُ مِنْ حريرِ الصبرِ باتتْ=بيادِرُها عناقيدَ الإيابِ
إلى بغدادَ يحمِلُني حَنينٌ=تَمَاهَى بالشُّجونِ والاغترابِ
حُداءُ النُّوقِ في بُهَمِ الليالي=رَغِيفُ الرُّوحِ عن بغدادَ (نَابي)
وإنَّا سوفَ نُدْرِكُهُ إذا ما=مَشَيْنا فوقَ هامَاتِ الصِّعابِ
فَهَيَّا واسْلُكي دَوْمًا طريقًا=تُعيدُ الشَّارِداتِ إلى الرَّوابي
مع العَنْقاءِ سوف تعودُ يومًا=فلا طالتْ مَسافاتُ الغِيَابِ
= = =
27/8/2014
في مناسبة إبادة كل المصلين وإمامهم من أهل السُّنَّة (73 شخصا)
  في ديالى أثناء صلاة الجمعة 22 أغسطس 2014م
 في مسجد مُصعب بنِ عُمَيرأولِ سفيرٍ في الإسلام)
  من ديوان بغداد: للرافدينِ أُغنّي
الصورة لنهر الوَنْد- دِيالَى- في الثمانينيَّات

Monday, August 18, 2014

قد أفلحَ اليومَ مَنْ للنصرِ جَلَّاها




مِنْ بُندُقِ المِسْكِ في كفَّيْكَ مَسْراها//عُطورُ عهدٍ على الأزمــــــــــانِ قد تاها
صِنْوُ الفداءِ هو "اسْماعيلُ" مُحتَسِبًا// واهًا لِغزةَ هذا المُفْتَدِي.. واها !!
 أهدَى "هنيَّةُ" للجَوْقاتِ بُنْدُقَةً//تُطَيِّرُ العِطرَ والأنغامَ ..أزكاها
يا غزةَ العِزِّ والتاريخُ شاهِدُها//قد أفلحَ اليومَ مَنْ للنصرِ جَلَّاها
مَنْ جَدَّدَ الأحرُفَ الشَّمَّاءَ في كَلِمٍ//من عصرِ "مُعتصمٍ" يستَشرِفُ الجاها
مَنْ أطلقَ "الجَعبريْ" نارًا تُراوِدُهم//ومِن لَظى ثأرِها بانت نواياها
  مَنْ بَيَّتَ النَّفَقَ الأرضِيَّ مُعْتَكَفًا//وطارَ مِنْهُ إلى الجنَّاتِ أعلاها
مَنْ يَخطِمُ الذُلَّ في صبرٍ على كَدَرٍ//ويرفعُ الهامَ والمَوحولُ أردَاها
شُمُّ العَرانينِ والجَوزاءُ مَسكنُهم//نارُ العِدا أُضرِمَتْ خاضوا حُمَيَّاها
وَشْمُ الخرائطِ بالأنفاقِ دَيْدَنُهم//فَليَحذَروا هَدْمَها، تَفخيخَ مَبْناها
هُمْ مِن ثُغورِ حُطامِ الأرضِ قد نَبَتوا//"فِتنامَ" ثانيةً واليُمْنُ يُمْناها
مِنْ نُقطةِ الصِّفْرِ يا قَسَّامُ وانطلَقَتْ//رَصاصةٌ عَبَرَتْ والمَكْرُ غَطَّاها
نَعلٌ وقُبَّعةٌ ..عِبريَّةً نَطقُوا//حتى بنادِقُهُم والزِّيُّ كَمْ ضَاهى
فُسْطاطُ صُهْيونَ بالصَّيْحاتِ قد مُلِئَتْ//أركانُهُ، والدِّما والرُّعبُ غَشَّاها
***
طيرُ الأبابيلِ هَبَّتْ مِن مَفارِخِها//لِيُمْسِيَ العصفُ مأكولًا, حُدَيَّاها
 هذي صواريخُهم شَقَّت لهُم طُرُقًا//في وجْهِ حِيفا، حَكَى "الرَّنتيسُ" رؤياها!
هُنا القصيدةُ قد رُدَّتْ مَعالِمُها//إلى الأُلَى والحُسامُ الحُرُّ قَفَّاها
أَمْلَوا شروطَكِ والجَوْناءُ ما ضَحِكتْ//إلا لَدَى كِلْمَةٍ والصَّقرُ أملاها
سَننزِعُ الرُّوحَ مِمَّنْ يبتغي حَكَمًا//يَذْرو الرِّماحَ التي كُنَّا زرعناها
والعلقميُّونَ عاثوا، دَبَّروا، سَكبوا//حِبرَ الكتابةِ لم يُصْغوا لمَعناها!
 تَبًّا لِمَنْ رَكِبوا سُفْنَ العِنادِ إلى//مَوانئِ الشَّرِّ وانْصاعوا لِمَرساها
قَرارةُ القاعِ نادتْهم: هُنا سَكَنٌ//هنا السُّقوطُ لِمَنْ بالخِزيِ دَسَّاها
و"الضَّيْفُ" في حَلْقِهم شَوكٌ يُؤرِّقُهم//كتائبُ "الضَّيْفِ" ترجو وَرْدَ مَسْعاها
حَسْبُ الملاحِمِ نيرانٌ تؤَجِّجُها//صُقورُنا الشُّمُّ زادُ العزمِ غَذّاها
نَمَتْ على أرضِكِ الشَّمَّاءِ تَضْحِيَةٌ//وكَم رَوَتْها الدِّمَا والدَّمْعُ رَوَّاها
حتى تَراءتْ غيومُ النصرِ فانْبجَستْ//دماءُ ألْفَيْ شهيدٍ مِنْ مُحيَّاها
والقمحُ في لَهَفٍ صَدْيانَ يشربُها//فَيَنبُتُ الثَّأرُ مَمْهورًا: فَدَيناها
***
تَرْنو الثُّريَّا رجالًا في تَعاظُمِهمْ//بَدَوا لها قِمَمًا أَضْوِئْ بمَرآها
هُم إخوةٌ في ظلالِ اللهِ يجمعُهُم//رِباطُ خيلٍ على قُدْسٍ وأقصاها
ما ضرَّهم أنَّهم خُنِقوا وفي وَطَنٍ//مُحاصرونَ وحَبْلُ الكُفْرِ كَمْ بَاهَى
لم يستغيثوا بأمواتٍ ومَنْ صَمَتُوا//فالشِّركُ دَرْكٌ من النيرانِ أحماها
دَكَّتْ صواريخُهم أحلامَ مَن رَتَعوا//على الحريرِ وما قاموا لمَرمَاها
ثاروا على الظُّلْمِ والثِّيرانُ ما انتَفَضَتْ//باتوا الخيولَ وَزَحفُ الثَّأْرِ مَنْحاها
تَعلو سُيوفُهمُ الهاماتِ تقطِفُها//سيوفُنا خَشبٌ والنارُ مَثواها!!!
ضمُّوا الشموسَ وقَصُّوا مِن جدائلِها//لِيربِطوا الخيلَ حيثُ اللهُ يرعاها
*****
12/8/2014

من ديوان: لِلقدسِ مِعراجٌ

Tuesday, August 12, 2014

جارةُ الملائكة


 أحقًّــا قد رَحَلْتِ عن الحيـــــــــــــــاةِ//على خيـــــلِ الفِراقِ المُســـــــرِعاتِ؟
وصـــــــــــــاعقةٌ مِن الأنبـــــاءِ هزَّت//فؤادي بات مَرمى العابســـــــــاتِ
أمَريَــــــــــــــمُ هـل عرفتِ بلا التواءٍ//حقائقَ أفزَعَتْكِ من العُصــــــــاةِ ؟
فآثَرْتِ الرحيــــــــــــــلَ على بقــاءٍ//تُصارِعُهُ الخطايــــــــــــــــــا واثبـاتِ؟
أَتُمسي زهـرةُ الأيـــــــــــــــامِ  ذكرَى//تقَلَّبُ في رِيــــــــــــــاضٍ مُزهـراتِ؟!
وإن ضَحِكت تَألَّقتِ الثَّنايـــــــــــــــــا//مع الكَرَوانِ كُنَّ العازِفــــــــــــــــــاتِ
وتَفتَقِــــــــــــــــــــــــــدُ الدُّمَـى إثراءَ لهـــوٍ//وأضحى ذاكَ حالُ الصَّـاحباتِ
 وقد تَرَكَت لنا فســـــــــــــــتانَ عيد//عرائسَ في الزوايــــــــــــــا مُهمَلاتِ!
وجاوَرَتِ الملائكَ في ســـــــــــــلامٍ//وَحُورُ العِيـنِ صِرنَ الأمهــــــــــاتِ
إذا سَــــــــــــمِعت بُكاها هَدْهَدَتْهـــا//وتَســعَدُ باللآلي الباسِـــــــــــــــــماتِ
***
أنـا هي جَــــــــــــــــــــــــدَّةٌ ثكلـى تَمَنَّت//لو اقتحَمت غُيوبًــــــــــــا خافيــاتِ
لِتَرضى بارتِحالِــكِ في هــــــــــدوءٍ//وتلتَحِمَ  الســــــــــــــــــكينةُ  بالثَّبــاتِ
أيا مَهــدَ الترابِ أما  تُبـــــــــــــــالي//مُلامَسَةَ الخُدودِ النَّاعِمَـــــــــــــاتِ؟
ودمعُ العَينِ خَضَّــــــــــبَها  ولُفَّتْ//بأكفانِ  الحريـــــــــــــــرِ العاطــــــــراتِ
لِتَحضِــــــــــنَها وتَلْثُمَهـــــــــــــــا قلوبٌ//تَشَـــبَّثُ  بالثواني الرَّاحــــــــــــــلاتِ
ســـتفتقِدُ البــــــــــــــراءةُ  ألفَ وجْــهٍ//فقد غابت مُحَبَّبَةُ  السِّــــــــــــــماتِ
أنـا هي جَـــــــــــــــــــدَّةٌ ثَكْلـى تَأَنَّت//وظنَّت أنَّ فَجــرَ الشِّعـــــــــــــرِ (آتِي)
تأخَّرتِ القصـــــــــــــــائدُ عن لقــاءٍ//فوَدَّعتِ القَـوافِي دَامعــــــــــــــــــــــــــاتِ
وفســــــتانُ الزِّفـافِ بلا عروسٍ//وعرشُ الوَردِ مقطوعُ الصِّــــــــــــلاتِ!
وَأَطَّرَتِ المدائـــــــــــــــــحُ  والمَراثـي//أهــــــــــــــازيجَ النحيبِ النَّاعيــــــــاتِ
وما سَئمَت تُســـــــــــــــاوِرُني ظنوني//بِسُـــــفْنٍ بالأحبَّــــــــــــــــــــةِ عائداتِ
وتريــاقِ التَّـــــــــــــــداني  إذ أُعـاني//تَباعُدَ طيفِهـــا حَتَّى الرُّفـــــــــــــــــــاتِ
وفي الشِّــــــــريانِ عُصفورُ الأماني//يُنَقِّبُ عن جُـذورٍ واعـــــــــــــــــــداتِ
جِمـارٌ في الضــلوعِ  مُســــاوِراتي//وأحرَقَتِ القصــــــــــــــــــــــــيدَ تَنَهُّداتي
أعوذُ بحِلْمِ ربي أن أُمــــــــــــــــــــــــاري//وحكمتُـهُ  تقـودُ الكائنـــــــــــــــــــاتِ
وبالإرجاعِ  تَنحَسِــــــــــــــــــــــرُ البلايــا//وبالصبرِ الجميلِ مع الصـَّـــــلاةِ
فإنَّــا للإلـــــــــــــــــــــــهِ إذا أتيْنــــــــــا//وإنَّا راجِعونَ مع المَمَــــــــــــــــــــــــاتِ
***
19/5/2008
في رِثاءِ حفيدتي الغالية مريم
من ديوان: الشاطئِ البعيد

Saturday, July 26, 2014

لا لن تكوني "لِنْجِرادَ" الثانيةْ






كُوني على البَاغينَ نارًا حاميةْ

كوني لهم "فيتنامَ" في طرُقاتِها يَلقَى الذئابُ القاضِيةْ

مِنْ حَقْلِ أَلْغَامٍ وبُركانٍ تُفَجِّرُهُ الأُسودُ الضَّارِيةْ

***

هذي ثغورُ الأرضِ تُهديهِمْ سُيوفًا ذابِحةْ

وَتُعَبَّأُ الأنفاقُ بارودًا، قنابلَ جامِحةْ

فَلْيَذهبُوا، وبِلا بَوَاكٍ نائِحةْ

***

لا تُوقفي البَثَّ المُضمَّخَ بالإرادَةْ

ولتُطعِمي الأجيالَ مِنْ جُوعٍ عَناقِيدَ الشَّهادَةْ

حتى تنامَ جراحُنا والأمنُ يحضِنُها ضِمادَةْ

***

في مَوسمِ القتلِ استباحَ الموتُ أفئدةَ البنينْ

وَيْ! حينَ أُجْهِدَتِ القوائِمُ كيْ تَضُمَّ الواهِبينْ

حَمِيَ النِّزالُ تسابقُوا فَتَمَنْطَقُوا بالعُمْرِ جَدَّلَهُ الحَنينْ

***

مُسْتَهْدَفٌ قلْبُ البراءةِ بالرَّصاصِ والِاعتداءاتِ الخسيسَةْ

شَرَفُ الخصــــومةِ في مَرامي النارِ تُلْقِيهِ الخِيانةُ والدَّســيسَـةْ

قَنَصُوا الرَّضيعَ فسالَ مِن فَمِهِ الحليبُ مُدَمَّمًا ومُعانِقًا آهًا حبيسَةْ

***

مَرَقَتْ سِهامُ الغَدْرِ مِنْ قَوسٍ تُحَدَّبُ خلفَ أشجارِ الخميلةْ

نَزَفَتْ قلوبٌ في أراجيحِ العصافيرِ الجميلةْ

فَتناثَرَ الدَّمُ والرَّغامُ على مرايا الصَّمْتِ تُشْرِعُها القبيلةْ

***

مَنْ ذا سيُشهِرُ قلبَهُ عطفًا ووُدَّا؟

مَن ذا سيزرعُ في الفَلا فُلًّا ووَردَا؟

والإخوةُ الأعداءُ أيْدٍ في الخَفا مُدَّتْ إلى الأعداءِ مَدَّا

***

لِمَ يُبْغِضونَكِ غادَتي وَيَسُرُّهم مَرأى الذَّبيحةْ؟

لِمَ يَجرحونَ الياسَمينَ ويَرشِفُونَ دِماءَهُ ؟ تَبًّا لِذائقةٍ قبيحةْ

ألِأنّ مَنْ غَزَلَ الجِهادَ اشتَدَّ في نَقْضِ الفضيحةْ؟

***

يا وردةً سُحِقتْ على شِقِّ الرَّحى فْتضوَّعتْ: عِطرًا، عِنادْ

يا بيْدَرًا تشدو على أرجائِهِ قُمْرُ الحصادْ

هيَّا ازرعي للقادمينَ سنابلًا في كلِّ وادْ

***

وطنٌ خُرافيٌّ يُسافِرُ في دمائي يُبحِرُ

لا لنْ يَهونَ ولنْ يُرَكَّعَ إنْ تَأَلَّهَ فاجِرُ

مِن كلِّ سُنْبُلةٍ تموتُ سَتُنْبِتُ الأيامُ حقلًا مِن لُيوثٍ تَزأرُ

***

لِتَهُبَّ فيتنامُ الجَريئةُ مارِدًا، عنقاءَ من تحتِ الرَّمادْ

فَيُجَرجِرَ المُتطاولونَ حُثالةُ الأقوامِ أذيالَ الخَسارةِ والعَتادْ

وتُطلَّ شمْسُ الحقِّ من خَلْفِ الغُيومِ بِلا تَوانٍ وارْتِدادْ

***** ْ

27/7/2014

*هي لينينجراد الروسية التي حاصرتها القواتُ الألمانية الخاصة سنة1941 بأمر هتلر

حِصارًا دام عامين ونصف العام؛ فقَتَل الجوعُ والبردُ فيها مليونًا ونصفَ المليون؛

ولا عزاءَ للإنسانيةِ في عالمِ الغابْ.

 من ديوان: للقدسِ مِعراجٌ