Saturday, February 10, 2018

فَلَنْ تكتُمَ العادِياتُ الصَّهيلْ



 على ضِفَّةِ الجُرحِ فاضتْ

دِماءُ الشَّهادةِ مِسْكًا يُعمِّدُ طِفلَ الفِداءْ

وَأَحجارَهُ الْ في شَرايينِها القَرْمُزيّةِ

خبَّأَ للقُدسِ فَجرًا وكلّلَ جَبهتَهُ بالضياءْ

أَعِرنا أيا أحمدُ المُتَوَضِّئُ كِسْرةَ طُهرٍ

تُزلزِلُ فينا مُسوخَ الرِّياءْ

وتَغسِلُ أثوابَنَا مِن عُطورِ الولائجِ؛

عِطرُ الخيانةِ فيهِ الفَناءْ

أعِرنا كتابَكَ نقرأُ فيهِ طريقَ التَّحدّي جِهارًا

لِمَنْ سَجَّروا البحرَ نارًا

لِتسقُطَ فيهِ النوارِسُ مكسورةَ الفِكرِ والعزمِ

كيفَ يطيرُ مَهيضُ الجَناحْ؟

ولكنَّ –نَصرًا- تَخَطّى الجِراحْ

فكانَ على شاطئِ الجُرحِ يَلْقَفُ سَيْلَ السِّهامْ

يَضُمُّ الكِلامَ ويسعى لِيَلقَى الصَّباحْ

أعِرنا أيا أحمدُ المُتَبَتِّلُ وِرْدَ الهِيامْ

وَنِصفَ ابتسامتِكَ الْ وَسِعَتْ أملَ النصرِ
 مَهما: 

تَوالتْ غُيومٌ مِن العَقَباتْ

ولَمْ تَتَكسَّرْ عُرَى المُعضِلاتْ

تَخَثَّرَ زيتُ سِراجِ الليالي وَغارَ الفَتيلْ.

وأُوصيكَ -جَرَّارُ- قبلَ الرَّحيلْ:

تزوَّدْ بُنَيَّ بسِفْرِ الخُلودِ وَسِرِّ الصُّعودِ

وعَرِّجْ على قِمَّةِ المُستحيلْ

لِتكتُبَ أُسطورةَ الخَيْلِ شَامخةً كالنَّخيلْ

فَمَهْمَا تَمَدَّدَ ظُلْمُ المنافي

وسَالتْ وِصالًا دِماءُ القوافي

وَسَدُّوا مَسامِعَ كُلِّ القَوادِمِ كَيْ لا يَمُرَّ حُدَاءُ الخَوافِي

فَلَنْ تكتُمَ العادِياتُ الصَّهيلْ
10/2/2018

تحيةَ عِرفانٍ للبطلِ الفلسطينيّ الشهيد: أحمد نصر جرار

الولائج: الأصدقاء المقرّبون من الأعداء
الكِلام: الجِراح 
 الخوافي: حِدْواتُ الخيلِ  .. والقوادِمُ: مُقدِّماتُ حوافِرِها

من ديوان: للقُدسِ مِعراجٌ