Sunday, April 27, 2014

دمعٌ يُتَبَّلُ بالحرائقْ


هي دِنشوايُ بنُسخةٍ باتتْ مُعادةْ
تلك المشانقُ دَأْبُنا؛
فالشنْقُ نافِلَةُ العِبَادةْ.
كي يُسْرَقَ الخُبزُ اسْتُبيحَتْ في حناجرِنا الإرادةْ
ومواسمُ "التفويضِ" مِنجَلُها على سَنَنِ الإبادةْ.
تلك الخيانةُ نَوْلُنا
نَسَجَ الفِخاخَ لِصيدِ أسْرابِ الإباءْ
لَفُّوا الحِبالَ وأحكَموها
حولَ أجيادِ النوارسِ إذْ تُرفرفُ فوق بحرِ الكبرياءْ
حُرِقت بيادرُنا وقمحٌ طالما
انتظرتْ سنابلُهُ أهازيجَ الحصادْ
يا "روضةَ" العلمِ امنعي عنّا شذاكِ لأننا تَتَرٌ؛
إذا دَخلوا الحدائقَ صوَّحتْ وغَدَتْ رَمادْ
يا أصغرَ العلماءِ في الفيزياءِ
يا حُلمَ الجواهرِ آنَ ينقُصُها الجُمانْ!
 عيناكِ غيْمٌ يذْرِفُ الدمعَ المُتَبَّلَ بالحرائقِ
في الأخاديدِ الحِسانْ
يَسقي شموخَ الزعفرانْ
  لا تسألي السّجّانَ عَنْ صبرٍ على شَفَةِ الزمانْ
إنَّا إذا سقطتْ حروفُ الرَّفْضِ مِنَّا اسْوَدَّ وجْهُ الأُقحوانْ
لا تسألي السّجّانَ عن تاجٍ على رأسِ الحرائرِ،
حين يَمْضي الموكبُ الحُرُّ المَهيبُ إلى المغيبْ
ودَعِي الصَّهيلَ مُنافِحًا عن وردةٍ؛
نبتتْ على غُصنٍ من الشَّوكِ الرَّهيبْ
هي وردةُ الحُريةِ الحمراءِ في شجرِ اللهيبْ!
***
قُمْريّتي غنّي على أهدابِ غُصن العِلمِ في الليلِ الطويلْ
أَنَّتْ زهورُ العُمرِ تَأسِرُها قيودُ المُستحيلْ
غَنَّتْ قَمَارِيُّ المُنى؛عَزَفَتْ على أوتارِها غَدَنا الجميلْ
في ساعةٍ وَضعوا على فَمِها الرِّتاجَ وزيَّفوا فيها الدليلْ
وعلى غُصونِ الفجرِ كان نشيدُها حَرَّ الهَديلْ:
لا تترُكنَّ الظالمينَ لِيحطِموكْ،
أو في لهيبِ الجمرِ حيًّا يدفنوكْ
لملِمْ دماءَ أخيكَ؛ سالت تحت أقدامِ الملوكْ
ضمِّدْ جراحَكَ واصعدِ الجبلَ العتيدْ
ضمِّدْ... سُعارُ النارِ في أحداقِهم يبغي المزيدْ
ضمِّدْ... طريقُ الحُلمِ عَوْسَجُهُ سقاهُ دمُ الشهيدْ
هل كانت الأحلامُ عند السَّفْحِ إلا ما يُريدْ؟
هل كان للسيَّافِ في دمِنا سوى بيتِ القصيدْ؟
لو ألْفُ جلَّادٍ لإسكاتِ الشعوبِ وقهرِها لا.. لن تحيدْ
عرِّجْ على التاريخِ واقرأ صفحةَ المَجدِ التَّليدْ.
***
12/12/2013

نُشِرَتْ في صحيفة "صوت الحقّ" الورقية الفلسطينية

مِن ديوان: العصفور الذي نسِي

Thursday, April 24, 2014

تحت أنقاضِ المَنارةْ



أنعَى لكُم يا سادةْ:

مَمَالِكَ الإرادةْ

وجَوهَرَ العبادةْ؛

أنْ نعمُرَ الأوطانَ بالكفاحِ والطهارةْ!

أنعَى لكم:

صندوقَ الانتخابْ

والجَبْرَ والحِسابْ

والمَنْطِقَ السَّرابْ،

ونَسْلَ أبجديّةِ الحضارةْ!

أنعَى لكُم:

دُخولَنا الحظيرةْ،

خُضوعَنا.. ونقْضَنا الضَّفيرةْ،

والغزلَ أنكاثًا.. لِمَوجةٍ مُغيرةْ؛

فالظلُّ ماتَ تحت أنقاضِ المَنارةْ!

أنعَى لكُم:

أفكارَنا.. رِداؤها التهميشُ والتَّخوينْ

أقوالَنا.. "مَكارِثيَّةَ" الطَّنينْ

أفعالَنا.. تَسْتَصرِخُ "الشُّوفِينْ"

وتَرْقُبُ الصَّفاءَ وانتِحارَهْ!

أنعَى لكُم:

قِرْميدَنا الموحَّدَ البِناءْ

وخُبزَنا مُتبَّلًا بالملحِ والإخاءْ

وظِلَّنا الجَمْعيَّ تحت زُرقَةِ السماءْ؛

في خندقٍ لصَدِّ أيّ غارةْ!

أنعى لكُم:

فُسْطاطَنا المُخَدَّرَ المُغَيَّمَ العُيونْ

عن الدموعِ والدِّماءِ جُلُّ قومي غافلونْ

وللجلَّادِ والسَّجانِ والخَوَّانِ راكعونْ؛

فالعَبْدُ بالقويِّ يُظْهِرُ انبِهارَهْ!

أنعَى لكُم:

مَسالِكَ الإرادةِ الشرعيَّةْ؛

تَضِجُّ بالنَّوارسِ العَصِيَّةْ،

وسَطوةِ التَّهجيرِ بالبارودِ والشَّظِيّةْ

تُطارِدُ "الإيمانَ" تبتغي اندِحارَهْ!

أنعَى لكُم:

رَمادَ أبناءٍ بلا وطنْ

يَسْتَوطِنُ الأعشاشَ في الفِينيقِ مِن زَمَنْ؛

يَسْتَلْهِمُ العَنْقاءَ حينَ تُشْعَلُ الفِتَنْ

والبَعْثُ في الرَّغامِ أعلَنَ انْدِثارَهْ!

أنعَى لكُم:

ضمائِرًا تمَدّدَتْ على شواطئِ الغيابْ

أحلامَنا تلُفُّها عباءةُ الغروبِ..لا إيابْ

أرواحَنا تغتالُها مَخالِبُ الضِّباعِ والذئابْ؛

تاريخَنا مُرَقَّطًا بعَنْدَمٍ أمَارَةْ!

أنعى لكُم:

جماجِمَ الرِّجالِ والأطفالِ والنساءْ

تُبْنى بها القصورُ؛ والبُحورُ مِن دِماءْ؛

والرَّقصُ والحُبورُ فوقَ تَلَّةِ الأشلاءْ

وما رأَى "نِيرونُ" بعدُ عارَهْ!

أنعَى لكُم:

تَهافُتَ العَبيدِ عند مذبحِ الثُّوَّارْ

هُتافَهُم.. مُؤيدينَ القتلَ والدَّمارْ

وَغُصَّةً تُريقُ أدْمُعَ الفَراشِ والأحرارْ

مَنْ للضَّحايا يُنذِرُ انتصارَهْ؟!

أنعَى لكُم:

إعلامَنا المُسَمَّمَ المُوَجَّهَ المَسنونْ

أقلامَنا مَكسورةً مِدادُها الشُّجونْ

أحلامَنا تُساقُ للأُخدودِ والمَنونْ

والقَهْرَ باتَ عارِفًا مَدارَهْ!

أنعَى لكُم:

الأمنَ والأمانَ والأواصِرَ الشهيدةْ

ووَحدةَ العُنوانِ فوق أسطرِ القصيدةْ

ودمعَنا الجُمانَ في المَحابرِ الفريدةْ؛

مُنضَّدًا على كواهلِ الأوراقِ والمَحارةْ!

أنعى لكُم:

حبيبتي وإرثُها هُوِيَّتي ومَعلَمي

 حبيبتي ومَجْدُها مُرَصَّعٌ بالأنجُمِ

حبيبتي الْ وَجْناتُها مُضرَّجاتٌ مِن دَمي؛

وما امَّحتْ مِن كاسِها مَرارةُ المرارةْ!

أنعَى لكُم:

مَواسمَ التفويضِ.. تَرتَدِي عَباءَةَ البراءةْ

وصَوْلةَ التَّطبيعِ والتَّطبيلِ والإساءةْ

أَعمَارَنا تَسيلُ.. بِالتَّهْويلِ والدَّناءةْ

والليلَ يطغَى يَمْتطي نَهارَهْ!

طوبَى لهمْ:

 أنداءُ فجرٍ مِنْ دِماهُمْ خُضِّبَتْ

شهقاتُ موتٍ بالخُزامى طُيِّبَتْ؛

صَلَّتْ على مِسْكِ الجِنَانِ، شَمَّرَتْ

فَاسَّابَقَ الخَشْخَاشُ وَاحتَلَّ الصَّدَارةْ!

ثَكلَى غَدَتْ

تَصُبُّ دَمعَ الزَّعفَرانِ للوليدْ

لا تَغسِلي ما كانَ مِنْ نزْفِ الوريدْ

ثُمَّ احضِنيهِ، والْثُمي وَجْهًا بريئًا لا يَحيدْ؛

ولْتَسْألي الجبَّارَ تَقويضَ المَغارةْ!

يا طفلَنا:  دَعْنا هُنا

وعجزَنا عن مَنطقيةِ الإجابةْ؛

لِمَ انطفتْ مَنائرُ الحُريةِ الوَثَّابةْ؟

لِمَ انْبَرَتْ لهَدمِها مَعاولُ العِصابةْ؟

تَوَغَّلَتْ في جيدِها المَناجِلُ البَتَّارةْ؟!

سَئِمتُ مِنْ:

تقاطُرِ السُّمومِ في مَذاوِدِ الخيولْ

والحُلْمِ في طيَّاتِهِ يُخفي مشانِقَ الوُصولْ

والنَّخلِ مبتورًا وتضحكُ الرمالُ والسُّيولْ

وحُزمةِ الأوجاعِ أَثْقَلَتْ مَنَاكِبَ الجَسارةْ!

فابكُوا معي:

مَشاتلَ التأنيبِ والتعذيبِ والتغليبْ

وجَمرةَ الحِصارِ وانتكاسةَ التَّغييبْ

والوردَ يشكو شوكَهُ؛ والغُصنُ كَلٌّ لا يُجيبْ،

مواسمَ التغريبِ والإقصاءِ والإثارةْ!

وارجُوا معي:

حَقْنَ الدماءِ الغاليةْ

"حَسَنًا" يُجيبُ مُعاويةْ

بزوغَ شمسٍ حاديةْ؛

إطلالةَ الصَّباحِ من نوافذِ البشارةْ!

***
27/7/2013

المكارْثية: الإرهاب الفكري أو الثقافي  / الشوفينية: المُغالاة في التعصُّب
العَندَم: دَمُ الأَخَوين  / الأَمَارَة: العلامَة الشاهدة

من ديوان: عندما تبكي الديار