Friday, January 17, 2014

وَتَكلَّمَ صوتٌ مِن نارْ

 


 وَجْهٌ عربيٌّ أشرقْ 
أضحَى شَمْسَا

سَطعتْ في كهفِ الظَّلماءْ
كَشَفَتْ وهَنَ الزُّعماءْ
جَمَعتْ بعد الإقصاءْ،
راياتٍ أتعبَها الفُرَقاءْ.
وَجْهٌ مَشبوبُ الإقدامِ،
عُيونٌ كحَّلَها الإيمانْ
رَسَمَتْهُ بفرشاةِ العزةْ
عنقاءٌ مَوطِنُها غزَّةْ
-بملامِحِ عَزمٍ لَا تَأْبَهْ
إنْ صَبّوا النَّارَ على الأحرارْ
ومَخادِعِ أحلامِ الأقمارْ-
فوق الجُرحِ الدَّامي نَهَضَتْ،
تَستوحِي مَعنى الإصرارْ
مِن نَهرِ الإقْدَامِ اغْتَرَفَتْ،
تَرويْ ظَمَأَ الأنصَارْ
***
فلْيشْهَدْ أفَّاقُو العَصرِ
ومَن لَبِسوا قُمصانَ القدسِ
وما حَفِلوا: بدموعِ الأقصى
ساهرةً مِن أبْعَدِ أمسْ،
أوْ حُلْمِ النَّورَسِ عَتَّقَهُ
-لِعُقودٍ- معْ مِسْكِ الأرضْ،
أو شطٍّ وَدَاعٍ بَكَّاءٍ
أشرِعةً خَضَّبَها الحِرمانْ
تُطْوَى عنْ دِفْءَ الأوطانْ،
-لِبرودةِ ليلٍ مَنْفيٍّ في أرضٍ تَسكُنُها الغِيلانْ-
لِتسافِرَ شَجْرَةُ زَيْتونٍ -وبِلا اسْتِئْذانْ-
في ذاكرةٍ، لا ثُقْبٌ فيها مُتَّسِعًا
كَيْ يُسْقِطَ أَوْراقًا.. أَغْصَانْ
***
مِن ذَيلِ قذيفةِ قَسَّامٍ يَتَدَلَّى سِفْرُ التأويلْ
للخيلِ صهيلٌ يتحدَّى صَوتَ التَّهويلْ
للذئبِ عُواءٌ: يُسكِتُهُ صَوتُ الترتيلْ
يَخبو بغِناءِ عنادِلِنا تَحْدُو أطيارَ أبابيلْ،
تَتوضَّأُ مِن طُهرِ التنزيلْ،
تَرمِي صاروخًا مَقدُودًا
مِنْ قَسْوةِ أحجارِ السِّجّيلْ
***
فَزِعَتْ أوسلو
وتَوارتْ –رُعبًا- مَدريدْ؛
تتسمَّعُ: وَيلي!
ماهذا الصَّوتُ الصِّنديدْ؟
وتكلَّمَ صوتٌ مِن نارْ
صاغتْهُ مُباغَتَةُ الثوارْ
-لمدائنَ ثكلَى مُغتَصَباتْ
-لِمَرَايَا النَّرجِسِ والنَّعراتْ
لتَضِخَّ الذُّعرَ بأفئدةٍ
في ليلٍ مَوصولِ الرَّعْشَاتْ
وَرُبُوعٍ كانتْ وَادِعَةً
في جُنْحِ أمانِ المَحمِيَّاتْ
"تِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُها"
فَتُدَكُّ حُصُونٌ مُرْتَفِعاتْ
***
يا فجرَ حَماسٍ توّاقووووونْ
تَتَرَاءَى في أُفْقِ العانِي خَيلُكِ حطّينْ،
سَيفٌ قُطُزيٌّ مَيمونْ
والأيوبيُّ صلاحُ الدينْ
غِرناطةُ مُسرِجةً مَوجًا والبحرُ حَنينْ
حتى "بِرباطُ" تُغازِلُنا وتُلوِّحُ بالشوقِ المَكنونْ:
عُودُوووووا .. لوْ حتَّى بعد قرونْ
فدمشقُ تنادِي قُرطُبةً:
يا مَجْدًا أُمَوِيًّا مَطعونْ
بغدادُ وكابُلُ والأقصَى 
كَمْ ينتظِرونْ

***
1/12/2012 


No comments:

Post a Comment