Monday, December 31, 2018

شَفَــــــــــــــاعَــة




إلى روحِ فقيدِ الإنسانيةِ في هذا الفضاء وإليكم إخوتي جميعًا أُقدِّمُ هذا العزاء



أَوَ ذا الغُروبُ بِلا شُـــروقٍ آتِ؟

خَفِّفْ إلهي هذهِ الصَّدَمـــــــــــاتِ



مَنْ ذا يُصَــدِّقُ أنّ نُورَكَ غائبٌ

عنَّا، اجتبــــــــــــــاكَ مُهدِّمُ اللذَّاتِ



كَنَوَارِسٍ حولَ الفنَـــــــارِ جَمَعتَنَا

لِتُضيءَ عَتْمــــةَ عَالَمِ الظُّلُمَاتِ



وُدٌّ وَنُصْحٌ بِالمَكارِمِ غــــــــــــــــامِرٌ

وَعزيمـــــــــــةٌ لا تَعرِفُ الشَّكَواتِ



وَطنًا كبيرًا كـــــــــان قلبُكَ لِلوَرَى

وَمُسَــــــيَّجًا  بِالحُبِّ  وَالوَرداتِ


وَسِعَ البِلادَ مع العِبادِ دُعَاؤكمُ

يَحنو  حُنُوًّا  عـــــــــابِرَ الفَلَوَاتِ

***

اُدعُوا لإخوَتِكم عَســــــاها تَنْجَلي

كُرَبٌ تُضَيِّقُ وَاسِـــــــــــــــعًا وَرِئاتِ



ذا جُــــرحُ بغـــــــدادٍ وَذَبْحُ نَخِيلِها

بُورمــــــــــــــا تُعاني وَطأةَ النَّكْباتِ



والشامُ تَنزِفُ والعَقِيقُ فُراتُــــــــها

والجوعُ في صنعــــاءَ صُنْعُ اللَّاتِ



غِرناطةُ العصرِ انتِفَاضَتُها لَظَى

جَمرُ الغَضَى في القُدْسِ لِلثَّاراتِ



نَطَقَتْ حِجـَـــــــــــارَتُها، تَعلَّمَ طِفلُها:

حَجَري الصَّغيرُ هُو انْتِصاري الآتي


وتَلَعثمَ الخَوَّانُ في تَردِيــــــــــــــــــدِها

لُجُمُ التَّوَاطُؤِ تَحبِسُ الكلِمَــــــــــــاتِ

***

تَبكيكَ أحداقٌ رَأتْ إنسَــــــــــــانَكم

يَعلو بِأخــــــــــــــلاقٍ سَمَتْ بِالذَّاتِ



طُوبَى لِمَنْ في فَقْدِهِ مُزِجَتْ دُمُـو

عُ: مُشَرِّقٍ .. ومُغَرِّبٍ .. وَقَطاةِ



يَا أحمدُ العربيُّ تِلكَ شَفـــــــــاعةٌ

قِنْــــدِيلُها نُـــــــــــورٌ مِنَ الدَّعَوَاتِ



فارحمْهُ يا رَبَّ السَّماءِ وقد أتَى

يَرجو نَعيمًا فاضَ في الجَنَّــــــاتِ



النّــــــاسُ بينَ مُصَــــــــدِّقٍ ومُكَذِّبٍ

والعُمرُ ساعاتٌ إلى ســــــــــاعاتِ


والعُمْرُ أوراقُ الخَريفِ اسَّاقَطتْ،

  آخَى الدُّموعَ بِمَحرِقِ الشَّمْعــــاتِ

***

ونَظَلُّ نُمْعِنُ في الرَّجـــــــــاءِ يَقِينُنا

وَازَى الشُّــــــــــــــــكُوكَ مُدَثَّرًا بِسُبَاتِ



يا لَيْتَ شِعري كيف نَنسَى واعِظًا

بالبابِ مُنْتَظِرًا مع المِيقــــــــــــــــــاتِ



فإذا أتَـــــــــــانَا نَسْتَفيقُ بِطرْقـــــــــــةٍ

ويُفيقُ شَـــــــــــــلَّالٌ مِنَ العَبَــــــــراتِ



لا تُفجَعوا يـــــا إخْوَتي، مَكتوبَـــــــةٌ

سُنَنٌ تُرَتِّبُنا أُفولَ حَيـــــــــــــــــــــــــــاةِ



فإذا المواعيدُ التي ضُرِبتْ لِقــــــا

ءً تَمْتطي ظهرَ الرَّحيــْــــــلِ النَّاتِي



وإذا فنـــــــــــــــاجينٌ تُعَـــــــــدُّ لِقَهوةٍ

تَبْقى على شَفَةِ انتظـــــــارٍ عاتِ

*****
22/12/2018

*النَّاتي= النَّاتِئ =البارز.. وخُفِّفَتِ الهمزة لأغراضِ القافية
:
هذه أبياتٌ كتبتُ بعضَها حين فُجعنا بالخبر ثم أضفتُ إليها بعضًا من حقِّهِ علينا
وما تصورتُ أن أكتُبَ فيه قصيدةَ رِثاء، أحسن اللهُ عزاءكم  
ورحِمَهُ وذويه ومُحبّيه وتقبّلَ دُعاءَنا ودعاءَكم
"إنّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون"

من ديوان: الشـــاطئ البعيد

Tuesday, September 11, 2018

بينَ نَزفٍ وارتِحالْ






سَكَتَ الحقُّ عَنِ الباطلِ حتّى

ظَنَّ أهلُ الباطلِ الحَقَّ احتِيالْ

أَيُّ جَمْرٍ بعدَ هذا الجَمرِ يُحكَى

والأثافِي طوَّقَتْ جِيدَ المَقالْ؟

أيُّ تَسويفٍ نَمَا واخْضرَّ غاباتٍ كَسَاهَا 

,في وُجُومٍ, الِاخْضِلالْ؟

في دُروبِ التِّيهِ نَمْضِي

نَحمِلُ الأوطانَ قَسْرًا بينَ نَزفٍ وارتِحالْ

آهـِ يا قلبيْ الذي هَيَّاهُ للذَّبْحِ الرَّحيلُ،

الآنَ عانَقتَ النِّصالْ

فَالطّريقُ اسْتَوحَشَتْ منها الضَّواري

وانْزَوَتْ فيها الرِّعالْ

أيُّها القَيْظُ تَرَفَّقْ، بعزيزٍ كانَ يومًا، وجِدَارُ الحَظِّ مَالْ

أيُّها الثَّلْجُ تَلَطَّفْ، رَعشَةُ البَردِ تَخَطَّتْ الِاحتِمالْ

أيُّها البحرُ أَعِرنَا مَوْجةً تَحنو فَإنَّ النَّورَساتِ

اسَّاقَطتْ، لا زَورَقٌ هَبَّ وَلا مُدَّتْ حِبالْ.

في سُطورٍ مِنْ غُروبٍ،  يَلتَقِي سُمُّ الأَفَاعِيْ

في يراعٍ قَدَّها لُؤْمُ الخِصالْ

تَرتَدِي الخيْماتُ عارًا، والمَدَى يشكو وُشُومًا

فوقَ ظهرِ الأرضِ عَجَّتْ بِالخَبَالْ

أيُّها العُشْبُ أَتَرضَى أنَّكَ الآنَ سَرِيرٌ؛

يَرْتَضيهِ الغَربُ للشَّرْقِ المُسَجَّى بِالوَبَالْ؟

في عَراءٍ عَرَبِيٍّ تَسْتَحِي مِنْهُ مَفَازَاتُ التَّرَدِّي:

أُغْمِدَتْ فيهِ السُّيوفُ،

أُصلِتَتْ فيهِ الحُتوفُ

دُجِّجَتْ فيهِ القُصورُ

بِالخُزامَى والحِجَالْ

والحُدَاةُ اسْتَصرَخُوا النَّخْواتِ:

كُفُّوا النَّارَ، شَبَّتْ في مَتاهاتِ السُّرَى؛

مَنْ تُرَى أخفى الدَّواءَ والحَليبَ والكَرَى؟

أَلْقَمَ التَّنُّورَ أَحْجارًا فَبَاتَ الخُبْزُ حُلْمًا لا يُرَى؟

والتُّخُومُ الباكياتُ الحالَ إنْ مَرَّ عَسيسٌ بادَرَتْهُ بِالسُّؤالْ:

ما لِهذا الليلِ ساجٍ يَتمَطّى لا يُبالي بانكسَاراتِ الرِّجالْ

والسُّها يَخشَى اقْترابًا مِن دَيَاجٍ لَوْنُها لَونُ المآلْ

هلْ تُرَى يَوْمًا سَيصحو الفجرُ،

يَمحُو العَنْتَريَّاتِ العُضالْ؟

وإذا بالذِّئبِ يعوِي:

إنَّهُ لَيلٌ مُقِيمٌ كَـ "عَسِيبْ"

أَبْكَمٌ إنْ حَاورُوهُ لا يُجيبْ

مِعْطَفُ الصَّمْتِ على أكْتافِهِ امْتَصَّ النِّبَالْ

***

شاقَنا النُّورُ إلَهِي.. فانتظرْنا واعتصَرْنَا الِابتِهالْ

ليتنا نُعطيهِ صَكًّا بالمرورِ المُشْتَهَى رِفْقَ الوِصالْ

عَبْرَ ثغراتٍ غِزارٍ قَدْ فَتَحناها بِأظفارِ النِّضالْ

شَوكةٌ في الحَلْقِ أَدْمَتْ ثُمَّ دَامَتْ،

غُربَةُ الأوطانِ طالَتْ، وظلامُ الأُفْقِ طالْ

وَالمَرايَا هاجَرَتْ مِنْها ابتساماتُ الزَّمانِ،

اصْفرَّ فيها الاِعتِدالْ

كانَ "دَانْتي" صادِقًا في وصْفِ أهْوالٍ ثِقالْ:

إنَّ قاعًا في الجَحيمِ ادَّارَكَتْ فيهِ نُفوسٌ؛

بِالرَّزايَا الرَّابِضَاتِ لَمْ تُبَالْ

***

لَيْتَنا يَومًا عَرَفْنَا:

أَنَّ أوراقَ الخريفِ اطَّايَرَتْ،

مِنْ ضَعفِها أَوْدَتْ بِها ريحُ الشَّمالْ

أنَّ سُوسَ الظُّلْمِ أوْدَى،

بِالعُروشِ الَّلاهِياتِ،

اجْتَثَّها سَيْفُ الزَّوَالْ

أنَّ أَثمانَ السُّكوتِ اصَّاعَدَتْ

,ما أَزَّنَا مِقْياسُها, بَاتَتْ جِبالْ

أنَّ فِقْهًا دَبَّجَ الفتْوَى رِضًا بِالغُربةِ السَّوداءِ

يَغتالُ الحَلالْ

أنَّ نُورَ الشَّمْسِ أعطى الدَّرسَ رَسْمًا عَبْقَرِيًّا بِالظِّلالْ

أنَّ في المَوتِ حياةً لَوْ نَعِي ذُلَّ البَرايَا

في حَكايَا الِامتِثالْ

أَنَّ أحرارًا تَوَلَّوْا إمْرةَ الزَّحفِ، اسْتباحُوا

الخَوفَ رَكْلًا وانْتِعالْ

أنَّ "سِيزيفَ" تَحدَّى دَحرَجَاتِ

الصَّخْرِ رَفضًا للضَّلالْ

لَ  عَ  زَ  مْ  نَا .. وَ  رَ  مَ  يْ  نَا

صَخْرَ الِاسْتِعبادِ في وادِي النِّزالْ

أنتَ مَوجودٌ تَقَدَّمْ وَتَهيَّأْ،  

أَرِنَا الشَّمْسَ دَليلًا وَتَفَيَّأْ،

ظِلَّكَ المَنسُوجَ مِسْكًا وَاشْتِعالْ

*****


9/9/2018
مُهداة إلى صديقتي الحجازيّةِ الرائعة: الورد والعَوسَج
   

 
[ديوان: التُّرابُ المُرتَهَنْ]