Tuesday, September 1, 2015

يا لَيْلَكةَ المَطرِ الدَّامِي







عُصفورَ الحُولَةِ يا سائِلْ

عن دِينِ السِّكينِ القاتِلْ

وأبو لؤلؤةٍ يعرفُهُ،

والجُرحُ العُمَريُّ الذاهِلْ

تاريخٌ.. والوسْمُ خياناتْ

ونداءٌ حارٌّ محزونٌ

من شرفةِ قلبٍ مكلومٍ،

يتعالى في أفْقِ الثَّاراتْ:

السيفُ هو السيفُ العربيّ

والغَدرُ هو الغَدرُ العربيّ

والعُذرُ هو العُذرُ العربيّ

وتداعَتْ حُمَّى النكْباتْ

وتسرَّبَ وعدٌ مَمْهورٌ بِالحُرِّيَّاتْ

-صَهَرَتْهُ جِمارُ التَّسويفْ-

لِشقوقِ ضمائرَ صَوَّحَها حَرْقُ الغيْماتْ

أنباءٌ ناعمةٌ هربت مِن وَقْعِ سياطِ الإجحافاتْ

والنخلُ المَجذوذُ تراءى في فِنجانِ العرَّافاتْ

يا وعدًا بالمُدُنِ الجَذْلَى.. ضاعَ المِيقاتْ

***

القَطْرُ الخائنُ يسَّاقطُ حِمَمًا هوجاءْ

نيرانُ الحِقدِ غَدتْ تُنبي

عن عَجزِ قواميسِ الإطفاءْ

يا قافلةَ العُربِ أنيبي

عن باديةِ الشامِ أجيبي

لهفةَ سؤلِ المُهرِ الرَّاجي

نورَ الفجرِ الطالعِ يومًا

من أجفانِ الليلِ الدَّاجي

مِن أغوارِ الثَّكْلِ يَهِلّ

مِن أحداقِ اليُتمِ يُطلّ

فتُهيلُ عليهِ ذئابُ الفقدِ ترابَ الغُربةِ والإقصاءْ

يا لونَ جهادٍ في فَلواتِ الفُرقَةِ ضَلّ،

يرمي مِن جَعبتِهِ الدَّاءْ

وطنًا هجرَتْهُ الأفياءْ.

في بحرِ سرابٍ يسقيهِ عطشُ الصحراءْ؛

ما عادَ الحُلْمُ الوطنيُّ الزاهي

تَنُّورًا يلثُمُ وجْهَ الأرغفةِ السمراءْ

بل شهقةَ أمنٍ في رئةِ المُدُنِ الجَرداءْ

***

ماتتْ أزهارٌ واحْتَرَقَ البُستانْ

وتَعاورَ سَمعَ الليلِ السّاجي مَوصولِ الأشجانْ،

زَأْرُ الأشباحِ وترتيلُ العِصيانْ

مِن جُمجمةِ الطفلِ انثالتْ
 
أحلامٌ بين الأكفانْ

في تابوتِ الموتِ القاني:

يخبو الجُورِيُّ الوَسْنانْ

ما أصعبَ جُرحًا يُخفيهِ ابنُ أبيكَ بِغِمْدِ الأرزاءْ!

***

يا لَيْلَكَةَ المطرِ الدَّامي

يا تهويماتِ الأحلامِ

لا تنتظري قَطْرَ النَّخوةْ

لا تعتنقي عزمَ الإخوةْ

فالإخوةُ باتوا أعداءْ،

والطَّوْطَمُ قَلبُ الأهواءْ

طافَ الكَرْزُ النَّازِفُ ليْلًا

يَسْقي أحلامَ الأبناءْ

مَن للبَيدرِ بالأفراحِ وبالحنَّاءْ؟

يا عُشبَ الأرضِ قدِ اشتدَّتْ

مِنجَلَةُ القَتْلِ الرَّعناءْ،

للثورةِ قلبٌ مشبوبٌ يا شامي حُبًّا وفِداءْ

والفَجْرُ يُلَوِّحُ في صَخَبٍ؛

هُبِّي صُدِّي الأعداءْ


***
6/6/2012

 مجزرةٌ من مجازرِ النظامِ في سوريا تمَّ ارتِكابُها في قريةِ الحُولة السُّنيَّة في الخامسِ والعشرينَ من أيّار/2012    
وقد راح ضحيتها أكثر من 110 شخصًا نصفُهم من الأطفال والباقون من الشيوخِ والنساء، ويُقال إنه
قبل وقوع المجزرة استغاث الأهالي بمن يُنجدُهم ولكن مُراقبي الأمم المتحدة غادروا عندما بدأ القصفُ بالدبابات.


مِن ديوانِ: تراتيل دمشقية

No comments:

Post a Comment