Friday, January 17, 2014

عن بورما قِصَّتُنا اليوم



:مِن سلسلةِ الظلمِ سنحكي يا أحفادي عن مِحرقةٍ للبُرآءْ**

يُحكى أنَّ الدَّاعي بُوذا أوصى أجدادًا أُمناءْ
كونوا غيماتٍ تُمطِرُنا: نسرينًا.. صدقًا.. ونقاءْ
كونوا، إنْ سِلمًا أو حربًا، كونوا أتباعًا رؤفاءْ!!!
حَضنَ الأجدادُ وصيَّتَهُ، واعوجَّ مسارُ الأبناءْ
تَبِعوا صنمًا باسمِ الداعي.. واقترفوا غَبْنَ الشُّرفاءْ
فتفشَّت تأكلُ أخضرَهم.. يابِسَهم.. نارُ الأدواءْ
والحِقدُ الأعمى في صَلَفٍ يتحدَّى فنَّ الحِرَباءْ:
بَنَتِ الأعشاشَ عصافيرٌ.. فاحترفَ الخطفَ الغُرباءْ
في الأرضِ القَفْرِ مِن التَّقوى والرحمةِ هانَ الإقصاءْ
سِكِّينُ الكَاهنِ لم ترحمْ أعناقَ القومِ الضعفاءْ
والحِلْمُ تَفحَّمَ مقهورًا .. نيرانُ المُوصي عمياءْ
*يا جَدَّتَنا هذا بَشِعٌ، هل مِن رِفْقٍ، أو إطفاءْ؟
**يا أحبابي: بُوذا حجرٌ..هل تقوَى الأيدي العجفاءْ،
أن تجمعَ أضواءَ العدلِ، تغزلَها مِشكاةَ قضاءْ؟!
وَلــِ بُوذا قلبٌ نَمرودٌ خالٍ مِن نَبضِ الرُّحَماءْ
لا يألمُ إنْ سُجِرَتْ يومًا نارُ الأرَكانِ الأحياءْ
إنْ حَطَمَ الموجُ مراكبَهم والنجدةُ أذْنٌ صمَّاءْ
والموتُ الرَّاصِدُ عودتَهم قد أصلتَ سيفَ الأرزاءْ
= = =
**مِن بَوْحِ القُربانِ انهمرتْ باكيةً سُحُبُ الدَّمعاتْ:
يا مِجدافَ الزَّحفِ أغِثْنا وسِّعْ في دَفْقِ المَوجاتْ
يا أجفانَ القَمَرِ انسَدِلي.. تحت عيونِ الضوءِ مماتْ
يا أصواتَ الصَّمتِ انخرسي.. للصمتِ الرَّاعِفِ أصواتْ
يا وجهَ المجهولِ الآتي أفصِحْ عن لَونِ القَسَماتْ
أَوَ تَختزنُ الرحلةُ رُعبًا عشَّشَ في صَدْرِ اللحظاتْ؟
وَيْحَ استفهامٍ لا يُلقِي للسائلِ أطواقَ نجاةْ
= = =
يتمدَّدُ في العَينِ الوَجْلَى ,كجبالٍ, جَمرُ النيرانْ **
يَتَراءى في الليلِ الدَّاجي، قصَّابٌ للدَّمِ ظمآنْ
*هل مِنْ شرطيٍّ جَدَّتَنا يتعقَّبُ سَطوَ الغِيلانْ؟
** آهٍ مِن شوكِ الأسئلةِ..آالغربُ الرَّاعي الخِذْلانْ؟
مَنحوا، سَلبوا، هَدموا، رَدَموا، وإذا بالجُرحِ السَّهرانْ؛
يُطْوَى في كهفِ النسيانْ
أَوَ يبقى الشجْبُ – بلا طحنٍ أو نارٍ-خُبزَ الأسوانْ؟
مِن سُمِّ الأفعى إنْ كُتِبَت، فاسودَّتْ صُحفُ الشيطانْ
*نَتساءلُ عمّا لو كانوا لهمُ في الشدَّةِ إخوانْ؟
**سأُنادي معكُم أولادِي، ولعلَّ صُراخًا في الوادِي،
تَتَفَتَّحُ مِنْهُ الآذانْ
** واإسلاماااهْ !..
**ما هزَّ نِيامًا مَلْهوفٌ أو غيمُ الدَّمعِ الهَتَّانْ!
ما عادَ الفجرُ لهم يومًا يُرشِدُهُ نورُ العُنوانْ
أفلا تَصَّدَّعُ مِنْ هولٍ أوتادُ أساسِ البُنيانْ؟
واإسلاماااهْ..
ما عادت تسقي لهفتَنا..كَسَرابٍ يبتزُّ الصَّديانْ
ما عادت تُوقِدُ نخوتَنا.. وتوارَتْ في جَدَثِ الوِجْدَانْ
لمْ نَربِطْ خيلاً أو بغلاً .. وفَقَدْنا بُوصَلةَ الحيرانْ
= = =
**هيَّا نحدوهم نستدعى، في الظُّلمةِ فُرسانَ الفجرْ
أرَكانُ: الوَحدةُ مِتراسٌ في وجهِ تباريحِ الغَدرْ
هل غيرُ الريحِ مُزمجرةً مَنْ يُتقِنُ صفْعَاتِ القَطْرْ؟
هُبِّي ووراءَكِ تاريخٌ وشَّاهُ عَمالِقَةُ النصرْ،
بصهيلِ الثورةِ مُندَاحًا ونُجومٍ مِن فَلَكِ الصبرْ
تاريخٌ حطَّمَ مَقْدودًا مِن صُلْبِ جلاميدِ الصخرْ
فتدنَّت روما واشتعلتْ أسبابٌ مِن لؤمِ الثأرْ
= = =
شُدِّي قوسًا يا أرَكانْ
صُوْلِي فَرَسًا في المَيْدانْ
وارمي سهمًا مِن نيرانْ
يُسْحَقْ أشباهُ الفرسانْ
تُزهِرْ أغصانُ الإحسانْ
تُشرِقْ مِن كفَّيْكِ الشمسُ على الأوطانْ
= = =
15/11/2012
كانت(أرَكانُ المسلمة) مستعمرةً إنجليزية، ولاقت انجلترا الأمرّين من مقاومة المسلمين لها حتى تحررت أرضُهم، فحرَّضت البوذيين جيرانَهم على احتلال أرَكان وضمِّها إلى ميانمار.. وتحت حكم البوذيين العسكر، لقي المسلمون الأقليةُ أو (الروهنجيا) كلَّ ألوانِ التعذيبِ والتضييقِ، والإقصاءِ والتهجيرِ من أرضِهم، والقتلِ بالآلافِ: حرقًا أو ذبحًا، بتحريضٍ من الكهنةِ البوذيين.
وتتصاعدُ وتيرةُ العنفِ بين الفينةِ والأخرى، تحت غطاءِ الصمتِ الدوليّ الكثيف، أو مناشدةِ الطرفين التفاهمَ والاتفاقَ عَبْرَ أبواقٍ من القلقِ الرخيص.


No comments:

Post a Comment