Tuesday, January 14, 2014

هاجَرُ والقمر

قتلوا البراءةَ والكتبْ

قَتلوا الأقاحي.. والُّلعَبْ

قتلوا الزهورَ وحُلمَها

- للوردِ قلبٌ ينتحِبْ -

حتى الدفاترَ والمساطرَ

والمَمَاحي.. والقلمْ.

فأصابعُ الشمْعِ المُلوَّنِ في العُلَبْ،

والحافلاتُ على الطريقِ المُلتَهِبْ،

حتى الضفيرةُ؛

في بحورٍ مِن دِماهُم تضطرِبْ

ولفائفُ الحلوى الصغيرةُ

تكتئِبْ

فقدَت أناملَ داعبَتها

أخرجَتْها

مِن حُجُبْ

صَبُّوا الرَّصاصَ على الجباهِ المرمريَّةِ

والحروفِ الأبجديَّةِ

فانبرى للثأرِ تنِّينُ الغضبْ.

فلتَشهدوا ..ولتعقِدوا في التَّوِّ.. حُكامَ العربْ

قِمَمًا..وتحت قِبابِها حيّوا جِهادَ أبي لَهَبْ

الطفلُ يُقتَلُ والطفولةُ تُغتَصَبْ

وعلى الكراسيِّ التي

وَسِعَت قلوبًا مِن خشبْ؛

دُمْتُمْ..وتبَّتْ بعدُ أشكالُ الوَصَبْ

***

صمْتُ الأراجيزِ المُكبَّلُ-بعد كسرِ القيدِ-

يهتفُ .. ينفجِرْ

والغيْثُ بعد هُنَيْهةٍ

يسقي الصَّوادِي.. ينهَمِرْ

ويرُشُّ صَحْوَ الياسَمينِ على المدارسِ

والشوارعِ والحدائقِ والسَّمرْ

وتعودُ هاجَرُ والقمرْ

وَجْهينِ للحُلمِ المُسافرِ في دمِي،

تحدوهُ أغنيةُ الضَّجَرْ:

لو طائرُ الثأرِ استقالَ فها أنا ثأرٌ وَقَرْ(*)

صَفَويَّةُ الآثامِ فوق خريطتي لن تُغْتَفَرْ

سأُقيمُ دولةَ زَنْبَقٍ مَعْ  لَيْلَكٍ

وعلى عروشٍ مِن شذًا وأريكةٍ

مِن عِزَّةٍ

-وحُصونُ(تَدْمُرَ) تزدهِرْ-

ستعودُ مملكةُ الجُدودِ

إلى الوجودِ

ترُشُّ أضواءَ الندى

فوق المدى

وتُعانِقُ الألَقَ الذي لا يندثِرْ

***

6/6/2011
إلى روح الوردة الصغيرة هاجَر الخطيب (11عامًا) وقد قتلها رصاص البطش الحكومي، وأصاب زملاءها في حافلة المدرسة في طريق عودتهم إلى منازلهم في حمص المُحاصرة في 29/5/2011
(*) طائرُ الثأر: طائرٌ أسطوريٌّ يُقالُ إنه يظلُّ يؤرّقُ الموتورَ إلى أن يثأرَ للقتيل
مِن ديوان: تراتيل  دمشقية

No comments:

Post a Comment