Sunday, January 26, 2014

موال الثورة


خليني آخـــــــــد بيـــــدّك وانتِ بتعـــــــدّي
واهب حيـــــــاتي وِمجدِك إســـورة فْ يدّي
الثورة موجــــــــها عِلِي والبحــر مالو كبير
وعواصـــــــــف التغيير ..هبِّت ما بِتهــــدِّي
***
وانتِ القصـــــــيدة العنيـــدة.. لو تهاوديني
أنسـج لك المستحيل -والنول رموش عيني-
فســـتان وطرحة وكرامة صيتها مالو حدود
واخلِّي حريتـــــك دى معبـــــــدي وديني !
***
صلّيت عشـــانك يا غاليــــــــة.. لما أذِّنتِ
وقلتِ صــــــبرِك نَفَد .. عَ القلب مــا هُنتِ
وِقفوا العســـــاكر ورايا في ركوع وسجود
كأني مذنب وبهرَب..دا انتِ شــــــــــاورتِ
***
وانا اللي طول عمري عاشـــــــق مواويلك
واتمنى لو دمّي –يوم- يســــرِج  قنـــاديلك
تدوس عليه الخيـل اصرُخ وانـا مجــــروح
واهتف بعلو الصوت: دَمّي فِــــــــــدا نيلك
***
بات الميـــــدان وِجْهتي .. والصبر مَلحمتي
يا مصـــــــــــر يا كعبتي .. والظلم مَظلمتي
بَرسِم خَريطــــــة فَلاحك من شــــــــراييني
والدمّ عَ الأرض يشــــــهد وانتِ ما شهدتِ
***
بِترابـــــــِك اتيمِّم .. وِينــــــــام عليه خدّي
صـــــلاتي دي ثورتي .. يا هِمّتي اشـــتدّي
  حبيبتي نامت وانا ســــهران وجرحي يئنّْ
والموت فِ توبي وِمِتفصّـــــل على قدّي !
***
غُصن الزتون كان فِ إيدي وسيف ملاقيني
قابيــل وســــــــيفه كفَر .. قطّع شـــــراييني
يهلَك ضنـــــاكِ وِيتشــــــمِّت بكِ الأعـــــداء
شـــــرف الخصـــــومة اندبح لما دبحتيني !
***
ما عُمـــــــري يوم خُنتِكْ  ليه انتِ خُنتيني
بالتِّبْرِ مـــــا بِعتِـــكْ  وِرخيــــــص تبيعيني
ليــــه الميــــــــزان انقلبْ .. مَلِّكتِ عُذّالِك
وبقلب زيّ الحجر.. داســـوا على جبيني!
***
يا مصـــــــر ثارت بعد خمـــــــود براكينك
صبّت غضبــــها على إجـــــرام فــراعينك
يـا ثـورة التحريـــــــــــر.. يـا حلم أحلامنا
مين اللي قال انّنا نِمنـــا وناســــــــــيينِك ؟
***
شــــبابكِ الحُرّ حَطّم فِ الميدان أصـــــنام
مين علّمُوا فِ المِحَن يِعلا ويبقى هُمــــــام
ويحقّق الحِــلم لو كان باتّســـــــــاع الكون
وِلحدّ لَمْس الشمس ما تِعصى عليه أحلام !
***
في الضلمة خفــاش بيســـعى يوئدِ المولود
بيمصّ دمّو عشــــــــان الظلم تـاني يعـــود
خبّي الأمل فِ العُيــــون وارميها مُكحـلتـك
والعدل شمسو حتطلع في الليـــالي السُّـــود
***
25/1/2011

مِن ديوان: كلام مِن خَشَبْ

Saturday, January 25, 2014

وجديلةُ النهرِ استبدَّتْ بالقرارْ



                                                                                    

هذا هو الجَشَعُ المُعتَّقُ

في قَنانيِّ الغريبِ وما لِسَطوتِهِ قرارْ

حتى يكادُ إذا تَكشَّفَ سُمُّهُ أنْ يَسمعَ الصُّمُّ الحِوارْ

ما للأفاعي تستبيحُ النَّهرَ حتى الزهرَ

تلدَغُ باقتدارْ؟

ما للأقاحيْ لم تُفِقْ والحقلُ غطّاهُ الغُبارْ؟

ما للغيومِ الصُّفْرِ بعد تكاثفٍ سَقطتْ على غيرِ انتظارْ؟

وتَشَظَّت الأفكارُ في الأفْقِ المُغَبَّرِ ثُمَّ سَرْبَلَها العُوارْ؟

والحكمةُ الرَّعناءُ حَلوى لاكَها جَهلُ الكبارْ؟

وجديلةُ النَّهرِ استبدَّتْ بالقرارْ

فلسوفَ تَخْنِقُنا وينقلِبُ المسارْ

يا أُمَّتي رَحَلَ النَّهاااااااااااااارْ!

والليلُ داجٍ فيهِ تُرْتَهَنُ النُّجومُ

وفيه دمعُ الجُرحِ يسهَرُ والفَنارْ

زَحَفَ الجرادُ على الشواطئِ حين أغرَتْهُ الثِّمارْ

والغفلةُ استَلْقَتْ وألْقَتْ للشموسِ خُدودَها

حَلَّتْ ضفائرَها وعُقْدَ بَنَفْسَجٍ وتَحرَّرَتْ؛ مِنْ قَيدِها

مِمَّا يُكَدِّرُ صَفْوَها الرَّاني إلى اللاشيءِ تحتَ رَبَابَةٍ

تُخفي تَبَاريحَ التَّصَحُّرِ والدَّمارْ

يا بَيْدَرَ الهَمِّ المُقَدَّسِ، والمواسمُ حَنظلٌ صابُ المرارْ

تُقْنا إلى النيلِ الحبيبِ وما لِتَوقٍ مِن سِتارْ

***

هذا حُزَيْرانُ الحزينْ

ذِكرى الفَجِيعَةِ والأنينْ

يا أَيُّها النَّهرُ الصَّديقْ

يا أيُّها الماضي العَريقْ

والحاضِرُ المَنْسِيُّ والغَدُ والطَّريقْ

كُنَّا نُريدُكَ بِالدَّوالي في الرِّمالِ

مُواسيًا سَيْناءَ تَسْقي الهاربينَ مِن الجحيمْ

لكنَّما قَدَرُ الكِنانَةِ أن تُرَدَّ سهامُها في نَحرِها

قَدَرٌ.. فهل مِن قَوسِهِ اخْتَبَأَتْ جُموعُ الزَّاحِفينْ؟

***

يا نيلُ قُلْ لِلْعابِثينَ الطَّامِعينْ:

إنَّ الوفاءَ سَجيَّتي

في كلِّ شِريانٍ أُريكُم بَصمتي، وَشَهامَتي

لن أخرِقَ الميثاقَ والعهدَ الذي يجري هُنا..في أرضِنا

طميًا يُحاورُ بالحنينِ دِماءَنا وحقولَنا؛

حتى تُؤدّي دَيْنَها:

نَوْرًا يُسَبِّحُ آنَ يَسْبَحُ في بَياضٍ لَوْزُهُ

-وتَضُمُّهُ تَرنيمةُ العُشّاقِ

للصدرِ المُضَرَّج باندياحاتِ البِعادْ-

وفخارَ سُنبُلةٍ بخُصلةِ شَعرِها

ذَهَبٌ حُلِيُّ حُقولِها.. قد شاقَها عيدُ الحصادْ

يا نيلُ لا تسمَعْ لِمن يَنوي اغتيالَ نَخيلِنا وكُرومِنا

تبكيكَ أجفانُ السَّواقي في مَداراتِ الضَّنى

يا نيلُ وابتسمتْ تُراوِدُنا أزاهيرُ المُنى

لا ترضَ بالقُربى لِشَطٍّ لم يُقِمْ

هَرَمًا على سَفْحِ الحضارةِ مِثلَنا

وارجِعْ لنا!

5/6/2013


من ديوان عندما تبكي الديـــــار

 

فهل مِن أمانْ ؟


زرعتُكِ وردةَ حُبٍّ وتُسقى
 بماءِ سنيني
لِتَفْتَرَّ عن غُربتي وأنيني
فأدمنتُ زرعَ الوِدادِ الحزينِ
وقطفَ ثمارِ النَّوى فاقْربيني
لقد.. قُدَّ.. مِن غُربتي غُربتانْ !
= = =
وأرعَى صِبا الزَّيْزَفونِ ..أغنِّي
إذا ما كسرتِ قيودَ التَّجنِّي
وأسلمْتِ حُلمَكِ مَن لا يُدانْ !
= = =
وفي عَوْسَجِ الحُلْمِ هذي دمائي
وصوتُكِ ردَّدَ لحنَ التَّنائي
يُعانقُ في الليلِ رملَ الهوانْ !
= = =
صغيرًا على لغةِ الموتِ أقرأُ سِفرَ الحُتوفْ
وأنقُشُ في الدربِ طُهرَ الحروفْ
وأُسرِجُ خَيْلَ الأماني الحِسانْ !
= = =
كُراتٌ مِن الثلجِ حُزني وَيُتْمي
تُدَحرِجُها في برودٍ خُطاكِ
تُكَبِّلُ مَسعايَ نحو عُلاكِ
ففي قلبِها.. القلبُ والمُقلَتانْ !
= = =
ألا فاصدُقيني الحديثَ أبيني
-بِحَرِّ الصَّبابةِ لا تستهيني -
ولا تُهدِريها دماءَ اليقينِ
إذا لاحَ في الأُفْقِ وَمْضُ الحنانْ
أما مِن أمانْ ؟
= = =
وُلِدتُّ وفي القلبِ نُطفَةُ غَمِّي
نَمَت واستباحَت تجاويفَ هَمِّي
لأنَّكِ أُمِّي
وأنَّ الهَنَـا دونَهُ جنَّتانْ:
رِضاؤكِ عنِّي
إذا ما جَهَرْتُ: أداؤكِ شانْ
وَحَسْبُ الفتَى تِلْكُما الكِلْمَتانْ !
إذا جاوَزَ الشَّطَّ ظُلمُ الإمامْ
-وحاصَرَ في البحرِ سُفْنَ الأنامْ
وملَّاحَها المُستجيرَ المُضامْ –
مع الجَوْرِ غِيضَ بريقُ الجُمانْ
وخيرٌ تقاسمَهُ الشَّاطئانْ !
= = =
وقُرْبُكِ مِنِّي
بدونِ سِياطٍ تُلاحِقُ خَطْوِي
بدونِ مَنافٍ تُعَكِّرُ صَفوِي
أُكابِدُ فيها سمومَ الطِّعانْ !
لأن الفوارسَ فوق تُرابِكِ
-بعد انسحابِكِ
خلفَ التلالِ..رَمادِ المآل-
غَيْرُ الفوارسِ عَبْرَ الزمانْ !
= = =
أُحِبُّكِ يا قِبلتي في الصلاةْ
وَيَركُضُ إثري فحيحُ العُصاةْ
أُحاصَرُ بين اللظى والدُّخَانْ !
= = =
تموتُ الشموسُ ولا تَذرفينْ
دموعَ الثكالى ولا تُدركينْ
مَراقي الصُّعودِ إلى الِامْتِنَانْ !
= = =
جَنينُ الأسَى باتَ كهلًا يُعاني
ذُبولَ الأماني
ووَردِ التَّداني
وقد شاخَ قبلَ حلولِ الأوانْ !
فهل مِن أمانْ ؟!
= = =
12/6/2008
من ديوان: العصفور الذي نَسِي

Friday, January 24, 2014

في أفْقٍ يرصدُهُ اللَّيْلكْ


في أوردَتي
 تسْبَحُ وَتُسَبِّحُ بغدادْ
 أَتَفَقَّدُ عشرَ سِنِينِ العُمْرِ
 المُهرَقِ بين ضفائرِها
يلسعُني جَمرُ مصائرِها
ما بينَ قراصنةٍ وشُجونْ
وحبيبةُ قلبي الموجوعْ
تُضنيها أطماعٌ ودموعْ
مِن ليلٍ كُحلُ مراودِها
أتنفّسُ طقسَ تباعُدِها
فأُعاني مِن وَجعٍ مسنونْ..
ودماءُ الصبحِ المقْتولِ على شَطَّيْ دِجلَةْ
تَسقي نخلاتٍ ماتتْ واقفةً خَجِلَةْ؛
لِتقولَ: هنا..
يصحو النَّهرُ على نارٍ ورمادْ
وظلالٍ للشجرِ المحروقْ.
القلبُ تَكسَّرَ يا بغدادْ!
وتَعِبْتُ من الشوقِ المَجنونْ!
وفِخاخِ استفهامٍ قَبَعَتْ 
في دَغْلِ الذاكرةِ المشبوبْ
مَن، كيفَ، لماذا، ما انفكتْ 
أحراجُ الأحزانِ تؤوبْ
***
حين استُلَّت من "أورْكَ" حضارتُها في لوحاتٍ سِرياليةْ
بَقيَ القلبُ على الأعتابِ السُّوماريةْ
يُضنيهِ التِّنينُ المُرعِبْ
حين التمعتْ في عينيهِ الحَمراوَينِ بُروقٌ تُلهِبْ
ثم انطلقَت زَفْرةَ نارْ.
في لَوحِ الطينِ المشهودْ،
والذكرى خَيلٌ مفقودْ،

تَتَحَسَّرُ رانيةً تَهفو،
ذاكرةُ الحُلمِ المنشودْ
تترقَّبُ عودةَ جَلجامِشْ
بِجَنًى للخُلْدِ الموعودْ
والعُشبُ على الشَّطِّ المرصودْ؛
سَرَقتْهُ الأفعَى واختبأتْ خلْفَ الآكامْ!
***
سأُداوي الجُرحَ أيا بغدادْ
وأُنَقِّبُ: عن غَيْمِ الأجدادْ
في أفْقٍ يرصُدُهُ الليلكْ؛
أصداءَ عطاءْ،
وشموسٍ دِفْءُ مودَّتِها للكونِ غِطاءْ
وأغنِّي عُودي بوشاحٍ مَشغولٍ من زهرِ الحِنَّاءْ
عُودي بِأحاجٍ ينسِجُها صبرُ الأبناءْ
رُبَمَا في نيسانَ الآتي
تأتي شمسٌ مَولاتي
بعقودِ الفُلِّ تُنضِّدُها أيدي العُقَلاءْ
وتُوَسِّدُها –في رِفقٍ- جِيدَ العَنقاءْ


***
9/4/2013

الذكرى العاشرة لاحتلال العراق الغالي
من ديوان بغداد: للرّافِدَينِ أُغَنِّي