Thursday, January 16, 2014

سأغُضُّ جراحي يا وطني

مِن وحي خريطةِ أوجاعِك

تبدو وَجْهًا ينضحُ بالحزنِ السامي
وقصائدِ شوقٍ مَقهورٍ مَنفيٍّ خارجَ أحلامي
ورأيتُكَ قنديلاً يضوي في حُلْمٍ تُشعِلُهُ الشمسُ:
ترتيلَ النَّجمَةِ إن فقدَت في أيِّ مَسارٍ قِبلتَها
والغيمةَ إن تاهتْ.. ضلَّت أوطانًا كانت وِجْهَتَها
وتِلاوةَ أفئدةٍ تهوي نحو الآمال؛ 
  في تيهِ الحُلْمِ المُغتال
حين يُشيَّعُ مَيْتًا يَدمي .. أو حيًّا رَثَّ الأسمال
أيقولُ بموتِ الصحراء
إلا أبواقُ الغُرباء؟
ومواسِمُ تكفيرٍ عمياء؟
في ذاكرةِ الرملِ اخضَرَّتْ ترنيمةُ قلبٍ موجوع
تُسْقَى مُهَجًا وإباءً، بلْ عِطرَ خُزامَى مَطبوع
وصهيلاً سافرَ في الرملِ .. وبغيرِ رجوع
= = =
يا جُرحًا ينزفُ في دَربي
خطَّاءٌ قوسُكَ حين ترى عيناهُ عدوًّا في قلبي
والسهمُ المارِقُ تدفعُهُ هلوسةُ العينينِ.. يُلبِّي
= = =
ورأيتُكَ داخلَ شرياني:
البُعْدَ الثالثَ يا وطني في رؤيا الأملِ المنشود
  وَرداتِ النارِ إذا اشتعَلَت في غَدِكَ الكَنْزِ المرصود
يا كِلْمَةَ وِردي المعقود
في عتمةِ ليلي الممدود
وبلا أسحارٍ أو شُطآنْ
= = =
أحلامُ الليلِ تموتُ على أهدابِ اليقْظةِ حين أراك
دعني أتَلَمَّسْ في صمتٍ: وَردَكَ وبهاءَكَ وشذاك
أتَحَدَّرْ نحو سطوعِ الشمسِ وإن..
وَخَزَتني مِنْكَ الأشواك؛
سأَغُضُّ جراحي يا قَدري
أمضي .. تَذوي زهرةُ عمري
ألْعَقُ صبري
أرقُبُ قبري
حتى تُطوَى صفحةُ مُرِّي
أو ألقاكَ بلا أوجاعْ
= = =
8/8/2012

في رثاء شهدائنا في سَيناء

من ديوان: العصفور الذي نَسِي


No comments:

Post a Comment