Wednesday, January 15, 2014

وأظلُّ أحلَمُ يا وطنْ

بعيونِ قلبي
إذْ أراكَ على مشارفَ مِن عبيرِ الوجدِ تختصِرُ الزمَنْ
وبغيرِ ماءٍ للمحبةِ قد أَسَنْ
وترى مصارعَ لهفتي
فتُديرُ وجهَكَ نحو إعصارٍ يلُفُّ صبابتي
ليصيرَها مُرُّ الشَّجَنْ
أوَ يسقُطُ العُشْبُ المُكبَّلُ في دهاليزِ الخيانةِ
ثُم يمضي لا تُبارِزُهُ المِحَنْ؟!
سأعودُ يحدوني التواصلُ يا وطنْ
حتى وإنْ رَصَفوا الطريقَ إلى عيونِكَ بالجِمارِ وبالحَسَكْ
حتى وإنْ –تحت الصخورِ- تَكَسَّر الرمَقُ الأخيرُ مِن الشَّفقْ
حتى وإنْ رَضَخَت -تجاعيدُ اشتعالاتِ الحنينِ إلى بهائِكَ-للظَّمَأْ
وتَشَرنَقَت وتَحَوَّرَت لُغَةُ التَّحدّي والعِقابْ!
= = =
يا مُبْتَغايْ
مَنْ يُفلِتُ الزمنَ الجميلَ مِن القيودِ .. مِن المنافي
آنَ صمتُ الليلِ يغتالُ البريقَ من الصَّدَى
فيموتُ صوتُ الحُلمِ مُختنقًا على وَتَرِ الحقيقةِ خلفَ أستارِ الدخانْ
وتُغيِّرُ الأنهارُ مَجراها فيعتنقُ المدَى
طيرٌ يُهاجِرُ نحو وِديانِ السرابْ
والعمرُ أغنيةً يُصيِّرُهُ الحنينُ إلى مغانيكَ التي
ما أزَّها الفقدُ المُروِّعُ لابتسامِ الياسَمينِ
وقد غَدَت أحلامُه يَبَسًا .. يَبابْ
مثقوبةٌ تلك المَحارةُ أحتسِي فيها
ترانيمَ الحُضور
وأرقُبُ الخَطْوَ .. العُبور
إلى شواطئِكَ الإيابْ
والنَّوْرَسُ المَقتولُ مِن وجَعِ الحنينِ
يَشُدُّ مِن أزري يُصَيِّرُنا التوحُّدُ غَيمةً
تغفو على أملِ انتفاضِ مواسمِ الفقْدِ العقيمِ والاغترابْ!
= = =
وأظلُّ أحلَمُ يا وطنْ
بالنومِ في عينيكَ تحت مَظلَّةِ الهُدْبِ المُحَرَّرِ مِن وِشاياتِ العَذَلْ؛
إذْ تُمطِرُ النيرانَ في حِضْنِ الوَسَنْ
وإذا صحوتُ تَنَفَّسَت رئتي صباحاتٍ تُعطِّرُها ابتهالاتُ الحَبَقْ
ألا تعودَ إليَّ أحزانُ الغيابْ!
= = =
أتكونُ لي؟.. وهديلُ قلبي ما تَوانى: يا مُنايْ
والليلكُ المذهولُ يرصدُنا على فنَنِ اللقاءِ تُظِلُّنا سُحُبُ الوِئامْ؟
ويرى ارتعاشاتِ السنابلِ مِن نُسَيماتِ الغرامْ؟
والعُشَّ أنسِجهُ بريشاتِ السلامْ؟
كنْ لي.. فإنَّ الإلْفَ أضناهُ الخِصامْ
كنْ لي رغيفَ الرُّوحِ ينتحرِ الرَّغامْ!
= = =
24/6/2012
من ديوان: العصفور الذي نَسِي


No comments:

Post a Comment