Thursday, June 12, 2014

قـَـــــــــدَرْ

أيَا لُوتَسَ الشرقِ يا صَوْلةَ العِطرِ في
اللازَوَرْدِ وتحت عُروشٍ مِنَ الياسَمينْ
لأنِّي أُحبُّكِ.. ينداحُ عِطرُكِ؛
أرْنو مَلِيًّا إلى قمرِ العاشقينْ
وأسألُهُ أن يُفيضَ عليكِ ضِياءَ اليقينْ
بأنِّي إذا رجَعَت بالزمانِ
العقاربُ خلْفَ ظلالِ السنينْ
سأختارُ نبْضَ حُروفٍ تُشِعُّ
بقاعِ الشَّرايينِ حُبًّا ووَمْضَ حنينْ
إلى غَدِكِ المُسْتباح
وقد عاقَرَتْهُ سوافي الرياح
تُزيلُ عن القَسَمَاتِ الهوانْ
وتَمسَحُ عنها تُرابَ الوَهَنْ !
فيبدو سَنِيًّا.. ويغدو فتيًّا
فنارًا كما كانَ
في ظُلمةِ الليلِ يَهدي السُّفُنْ !
وأنسِجُ حولكِ مِن مُهجةِ القلبِ
مِن ذهَبِ الشمسِ والأُقْحُوانْ
مِن السِّنديانْ
سِياجًا يضُمُّكِ لو أسرعت
عادياتُ الزمنْ !!
***
أُحِبُّكِ في قصَّةٍ تتلألأُ
في قِمةِ الهَرَمِ القَصَصيِّ
إذا ما تَأَلَّقَ ليلُ السَّمَرْ !
وأنتِ دُروبٌ
وأنتِ مُروجٌ
تُداعِبُ خُصْلاتِها الخُضرَ
كفُّ النسيمِ إذا ما عَبَرْ !
وأنتِ تِلالٌ وأنتِ وِهادٌ
وَوَادٍ أسيرٌ سَباهُ النَّهَرْ !
وأنتِ جبالٌ على مَتْنِ قلبي
جبالٌ مِن العَنَتِ المُنْتَظَرْ !
وشمسُ الأصيلِ تُذيبُ الشُّجون
بِذَوْبِ الشُّجونِ تفيضُ العِبَرْ !
مآذنُ شقَّت أديمَ السماءِ
وصوتُ الأذانِ بقلبي اشْتَجَرْ !
وأنتِ غَضوبٌ
وأنتِ لَعوبٌ
تُراوِدُ جلادَها .. لا خَفَرْ !!
وفي رِبْقَةِ القَيْدِ إذ تَرْسُفينْ
أكادُ أُجَنُّ لِعُرسِ الغَجَرْ !
وأُسرِجُ مِن خيلِ بُغضي مُغيرًا
وأُصْلِتُ سيفَ اقتحامِ الخطرْ !!
وفي أيِّ مَنْفًى سَأهفو إليكِ
وإن ضاقَ بالشوقِ قلبُ الضَّجَرْ !!
وإن بقيَتْ شَهْقَةٌ لا تعودُ إذا سافرت
سَتَحْضِنُها ما استطاعت ضُلوعي
وألثُمُها في الوَداعِ ثُغورًا
تُسَبِّحُ حُبًّا.. وتُشْهِدُ رَبًّا
على رحلةِ الحُبِّ فوق جَناحِ السَّفَرْ !
تَسَوَّرْتُ في حبِّكِ المستحيل
-وهل مِن بديل؟ -
وشَيَّدتِ أنتِ قلاعَ البَطَرْ !
وما زال نَبْعُ العطاءِ سَخيًّا
حفيًّا .. يُرَطِّبُ قلبَ الحَجَرْ !
أُحبُّكِ حتى يقومَ الملائكُ والرُّوحُ صفًّا
ويَسقُطَ طيرُ الكلامِ المُهاجرْ
بقاعِ الحناجرْ
فَلَمْ يأذَنِ الحقُّ يومَ انْشِقاقِ القمرْ !
ألا فاعذُريني إذا عِشْتُ أهواكِ
حتى المَماتِ وبعد المماتِ
فهذا لنبضِ اليقينِ ابتلاءٌ
وهذا بحُكمِ اليقينِ .. قَـدَرْ !!
***
16/2/2003
القصيدة من ديوان: عندما تبكي الدِّيارْ

عاقرَتْه:لازمته
الأقحوان:نبتٌ زهرُهُ أبيضٌ أو أصفرٌ ورقُه كأسنان المنشار والجمع:أقاحيٌّ وأقاحٍ
السنديان: من أهم أشجار الأحراج
(والأحراج: جمع حَرَج وهو الغيضة ملتفة الأشجار والتي يصعب النفاذ إليها)