Wednesday, January 15, 2014

يا زَهْرةَ المِشْمِشِ الصَّديانةَ انْتَظِرِي




 دِمَشْــــقُ بِتْنا لَظى الأحزانِ تَكوينا**والدَّمــــعُ يَنْزِفُ نَهْرًا مِنْ مَآقينـــا
مِن طُغمَةِ الشـــــــرِّ إنْ تُقْرَعْ نَوازِلُنا**فَتِلك أفعـــالُهُمْ أَزَّتْ شياطينـــــــــا
مِلْءُ الجبـــالِ صواريخٌ وما انْتَبَهوا**أن يزرعوا اللوزَ والأزهـــارَ والتينــــا
تُسْقَى القصورُ بخمرِ القتلِ في مَرحٍ**وبالدِّما وَضَّأوا جَمْعَ المُصلِّينـــــا
صادُوا المآذنَ بالبـارودِ إذْ صَرَخَتْ:مَن يحمِلُ المـاءَ للصَّدْيانِ يَسقينـــا؟
جَلْبُ الحليبِ مع الزيتونِ مَلْحَمَـــةٌ**سَهْمُ المَنِيَّةِ يَصْطادُ المُضَحِّينـــا
في مســجدِ الكَرْكِ دَوَّتْ خُطبةٌ تُلِيَتْ**قِبــــــابُنا خُضِبَتْ.. حِنَّاءَ تُحيينــا
جــــادتْ بها مُهَجٌ أَجْرَتْ لنا نهـْـــرًا**والخِصْبُ سُــنْبُلَةٌ آتَتْ مَيامينــــــــا
 بالشـــامِ هامُوا فأهدَتْهُم قِلادَتَهــــــــــا**مَوضونَةً رُصِّعَتْ مَجْدًا ونِسرينـــــا
 في ساحةِ الهدْمِ صُهيونٌ، وخادِمُهُم**مَن يا تُرى مِنهما بَزَّ الطواحينـــا؟
مَوتُ الرعيــــةِ إحيـــــــــاءً لثورتِهـــا**حُسْنَى..ومَنْ لَمْ يَفُزْ لم يَقْفُ حطينا
يبقى النِّظامُ ويَفنَى الشعبُ ما بَقيتْ شــريعةُ الغابِ تحتلُّ الدَّواوينـــــــــا
    ***
يا أمَّ قُرطُبَـــــــةٍ.. يا رُوحَ أَنْدَلُسٍ**يا رايـــــةَ العِلْمِ يا تاجًا لِماضينـــا
غِرنــاطةٌ وُلِدَت مِن رَحْمِ أمنيــــةٍ**بالشهدِ ضـــافيةً كانت أمانينـــــــــــا
يا زهرةَ المشمشِ الصَّديانةَ انْتظري**نهرَ الفُراتِ ســيرويكِ ويَروينـــــا
دُوري على بغيِهِمْ مــــا كنتِ دائرةً**حَمــاةُ ســــاقيةٌ تَسقي المُحبِّينـــــا
مَيسونُ تُخفي سِـلاحًا في ضفائرِها**فَلتُشْهريهِ لِيَلقَى الظُّلمَ  تِنِّينـــــا
بأسًــا بِلا هُدَنٍ نيرانُـــــــهُ اندَلَعَتْ**يستأصِلُ الشَّــرَّ مِن أعماقِ وادِينـــا
أطفـالُ دِرعـا قد اشتدَّت أظـافرُهُم**بعد اقتلاعٍ نَمَتْ صارَتْ سَكاكينــا
يا مِنْحَةَ النَّــارِ والصَّبَّارِ لا تَذْوِي**وَاسْتَنْفِري البأسَ وَاجْتَثِّي المُذِلِّينـــا!
في القَلْبِ مُتَّسَعٌ للشَّامِ إذْ نَثَرَتْ**مِنْ بَوحِها الشَّاكِي عِطرًا يُنادِينا

***** 
15/9/2011

 مَوضونة: مضفورة بالذهب والجواهر / ضافية: فيّاضة /  صديانة: عطشى

مَيسون: هي الدمشقية التي أتعبت الرجال بالجهاد حين فقدت أربعةً من إخوتها أثناء جهادهم
ضد الصليبيين 607هـ ، فقصَّت شعرها، ودَعت صواحبها ففعلن مثلها وجدلن شعورَهنّ 
لُجُمًا وقيودًا للخيل؛ 
لحَفزِ الرجال على خوض المعارك فكان النصرُ بفضل الله؛
بعد خُطبةٍ هادرةٍ لخطيب المسجد الأمويّ –  سِبطِ بنِ الجَوزيّ –
 ألقى الضفائر في نهايتِها على رؤوسِ الرجال فتواثبوا يطلبون الموت.


No comments:

Post a Comment