Tuesday, August 12, 2014

جارةُ الملائكة


 أحقًّــا قد رَحَلْتِ عن الحيـــــــــــــــاةِ//على خيـــــلِ الفِراقِ المُســـــــرِعاتِ؟
وصـــــــــــــاعقةٌ مِن الأنبـــــاءِ هزَّت//فؤادي بات مَرمى العابســـــــــاتِ
أمَريَــــــــــــــمُ هـل عرفتِ بلا التواءٍ//حقائقَ أفزَعَتْكِ من العُصــــــــاةِ ؟
فآثَرْتِ الرحيــــــــــــــلَ على بقــاءٍ//تُصارِعُهُ الخطايــــــــــــــــــا واثبـاتِ؟
أَتُمسي زهـرةُ الأيـــــــــــــــامِ  ذكرَى//تقَلَّبُ في رِيــــــــــــــاضٍ مُزهـراتِ؟!
وإن ضَحِكت تَألَّقتِ الثَّنايـــــــــــــــــا//مع الكَرَوانِ كُنَّ العازِفــــــــــــــــــاتِ
وتَفتَقِــــــــــــــــــــــــــدُ الدُّمَـى إثراءَ لهـــوٍ//وأضحى ذاكَ حالُ الصَّـاحباتِ
 وقد تَرَكَت لنا فســـــــــــــــتانَ عيد//عرائسَ في الزوايــــــــــــــا مُهمَلاتِ!
وجاوَرَتِ الملائكَ في ســـــــــــــلامٍ//وَحُورُ العِيـنِ صِرنَ الأمهــــــــــاتِ
إذا سَــــــــــــمِعت بُكاها هَدْهَدَتْهـــا//وتَســعَدُ باللآلي الباسِـــــــــــــــــماتِ
***
أنـا هي جَــــــــــــــــــــــــدَّةٌ ثكلـى تَمَنَّت//لو اقتحَمت غُيوبًــــــــــــا خافيــاتِ
لِتَرضى بارتِحالِــكِ في هــــــــــدوءٍ//وتلتَحِمَ  الســــــــــــــــــكينةُ  بالثَّبــاتِ
أيا مَهــدَ الترابِ أما  تُبـــــــــــــــالي//مُلامَسَةَ الخُدودِ النَّاعِمَـــــــــــــاتِ؟
ودمعُ العَينِ خَضَّــــــــــبَها  ولُفَّتْ//بأكفانِ  الحريـــــــــــــــرِ العاطــــــــراتِ
لِتَحضِــــــــــنَها وتَلْثُمَهـــــــــــــــا قلوبٌ//تَشَـــبَّثُ  بالثواني الرَّاحــــــــــــــلاتِ
ســـتفتقِدُ البــــــــــــــراءةُ  ألفَ وجْــهٍ//فقد غابت مُحَبَّبَةُ  السِّــــــــــــــماتِ
أنـا هي جَـــــــــــــــــــدَّةٌ ثَكْلـى تَأَنَّت//وظنَّت أنَّ فَجــرَ الشِّعـــــــــــــرِ (آتِي)
تأخَّرتِ القصـــــــــــــــائدُ عن لقــاءٍ//فوَدَّعتِ القَـوافِي دَامعــــــــــــــــــــــــــاتِ
وفســــــتانُ الزِّفـافِ بلا عروسٍ//وعرشُ الوَردِ مقطوعُ الصِّــــــــــــلاتِ!
وَأَطَّرَتِ المدائـــــــــــــــــحُ  والمَراثـي//أهــــــــــــــازيجَ النحيبِ النَّاعيــــــــاتِ
وما سَئمَت تُســـــــــــــــاوِرُني ظنوني//بِسُـــــفْنٍ بالأحبَّــــــــــــــــــــةِ عائداتِ
وتريــاقِ التَّـــــــــــــــداني  إذ أُعـاني//تَباعُدَ طيفِهـــا حَتَّى الرُّفـــــــــــــــــــاتِ
وفي الشِّــــــــريانِ عُصفورُ الأماني//يُنَقِّبُ عن جُـذورٍ واعـــــــــــــــــــداتِ
جِمـارٌ في الضــلوعِ  مُســــاوِراتي//وأحرَقَتِ القصــــــــــــــــــــــــيدَ تَنَهُّداتي
أعوذُ بحِلْمِ ربي أن أُمــــــــــــــــــــــــاري//وحكمتُـهُ  تقـودُ الكائنـــــــــــــــــــاتِ
وبالإرجاعِ  تَنحَسِــــــــــــــــــــــرُ البلايــا//وبالصبرِ الجميلِ مع الصـَّـــــلاةِ
فإنَّــا للإلـــــــــــــــــــــــهِ إذا أتيْنــــــــــا//وإنَّا راجِعونَ مع المَمَــــــــــــــــــــــــاتِ
***
19/5/2008
في رِثاءِ حفيدتي الغالية مريم
من ديوان: الشاطئِ البعيد

No comments:

Post a Comment