Thursday, August 28, 2014

فَصَلِّي يا "دِيالَى" لا تُبالي


أيا بغدادُ في حُلَلِ الإيابِ="نعودُ مِن الغيابِ إلى الغيابِ"؟
"دِيالَى" غاصَ فيها ألْفُ نَصلٍ=وأمسى الأمنُ ضربًا مِنْ سَرابِ
وبَوْحُ الليْلَكِ المَكلومِ دَامٍ=وقَطْرٌ مِن شرايينِ السَّحابِ
مساجِدُنا بحارٌ مِن دماءٍ=مآذِنُها فناراتُ العُقابِ
سِفارةُ "مُصْعَبٍ" قد عَلَّقوها=بِحِقْدٍ؛ في أسِنَّةِ الاحترابِ
أيا قابيلُ صَوَّحَتِ الأماني=وقد سالت دماءٌ في الترابِ
دماءُ أخيكَ.. والغِربانُ تبكي=على الأجداثِ والغدرِ المُرابي
تَوَضَّأَ فجرُنا بالنورِ يَسعى=إلى نصرٍ يُمَنْطَقُ بالشِّهابِ
فَعَاوَرَتِ السِّهامُ السَّعيَ طُرًّا=وباتَ الرَّعْيُ في كَنَفِ الذِّئابِ
إلامَ يظلُّ خِنجَرُنا إلينا=نُسدِّدُهُ على رقْصِ الكلابِ؟!
وأمواجُ البَنفسَجِ في انحسارٍ=وتَسبيها سحائبُ الانقلابِ
سَئِمْنا يا عِراقَ المجدِ غزْلاً=إذا نَقضَتْهُ عَضَّاتُ الرُّهابِ
حَفيدُ العلْقَمِيِّ..الإرثُ وَشْمٌ=يُفَتِّحُ للأعادي ألْفَ بابِ  
فمِنْ كرزايَ للمالْكيْ أطلَّتْ=وجوهٌ مِن سُلالاتِ العِقابِ
تَبَدَّلتِ الملامِحُ والقوافي=وأفعَى بين طيَّاتِ الكتابِ!
= = =
غُيومُ العِزِّ عادتْ بعد نَأيٍ=إلى أُفْقِ "الرَّشيدِ" بلا جِرابِ
ومِنْ نورِ "الرشيدِ" القَبْسُ حَتْمٌ=لِمَنْ هَجَرَ الدَّنِيَّةَ وَالتَّصابي
فصَلِّي يا "دِيالَى" لا تُبالي= وُضُوءُ الحُرِّ بالدَّمِ لا الخِضابِ
صلاتُكِ ثورةٌ لا تُطفئيها=ولا تُصْغي إلى لؤمِ العتابِ
 فإنَّ السُّمَّ تَنْفُثُهُ الأفاعي=إذا ابتَسَمَتْ..حَذَارِ مِنَ اقتِرابِ
وضُمِّي الصَّفَّ ولْتُرْبَطْ خُيولٌ=وَرُشِّي العُنْفُوانَ على الرِّكابِ
  مَواسمُ مِنْ حريرِ الصبرِ باتتْ=بيادِرُها عناقيدَ الإيابِ
إلى بغدادَ يحمِلُني حَنينٌ=تَمَاهَى بالشُّجونِ والاغترابِ
حُداءُ النُّوقِ في بُهَمِ الليالي=رَغِيفُ الرُّوحِ عن بغدادَ (نَابي)
وإنَّا سوفَ نُدْرِكُهُ إذا ما=مَشَيْنا فوقَ هامَاتِ الصِّعابِ
فَهَيَّا واسْلُكي دَوْمًا طريقًا=تُعيدُ الشَّارِداتِ إلى الرَّوابي
مع العَنْقاءِ سوف تعودُ يومًا=فلا طالتْ مَسافاتُ الغِيَابِ
= = =
27/8/2014
في مناسبة إبادة كل المصلين وإمامهم من أهل السُّنَّة (73 شخصا)
  في ديالى أثناء صلاة الجمعة 22 أغسطس 2014م
 في مسجد مُصعب بنِ عُمَيرأولِ سفيرٍ في الإسلام)
  من ديوان بغداد: للرافدينِ أُغنّي
الصورة لنهر الوَنْد- دِيالَى- في الثمانينيَّات

3 comments:

  1. قصيدة كتبت من نبض الوجع و الدمار لتكون شاهدة على جريمة قتل الأخ لأخيه .. إلى أين سنصل ؟؟ هذا هو السؤال الذي سمعته ينطلق من بين حروفك
    دمتِ و دام نبض قلبك و الوطن

    ReplyDelete
  2. الشاعرة الجميلة رانيا
    جميلةٌ أنتِ وما تُبدعين لنا وجميلةٌ هي قراءتُك لحروف الوجع الوطنيِّ أينما كانت خريطته
    دُمتِ لي وقد أسعدني حضورُكِ الذي لا عدمتُه

    ReplyDelete
  3. قشعريرة تسري في أوصالي عند قراءة هذه القصيدة الرائعة المبكية

    سلمت عيناك ويمناك وسلمت أناملك
    ودام الإبداع عنوانك

    ReplyDelete