Saturday, July 26, 2014

لا لن تكوني "لِنْجِرادَ" الثانيةْ






كُوني على البَاغينَ نارًا حاميةْ

كوني لهم "فيتنامَ" في طرُقاتِها يَلقَى الذئابُ القاضِيةْ

مِنْ حَقْلِ أَلْغَامٍ وبُركانٍ تُفَجِّرُهُ الأُسودُ الضَّارِيةْ

***

هذي ثغورُ الأرضِ تُهديهِمْ سُيوفًا ذابِحةْ

وَتُعَبَّأُ الأنفاقُ بارودًا، قنابلَ جامِحةْ

فَلْيَذهبُوا، وبِلا بَوَاكٍ نائِحةْ

***

لا تُوقفي البَثَّ المُضمَّخَ بالإرادَةْ

ولتُطعِمي الأجيالَ مِنْ جُوعٍ عَناقِيدَ الشَّهادَةْ

حتى تنامَ جراحُنا والأمنُ يحضِنُها ضِمادَةْ

***

في مَوسمِ القتلِ استباحَ الموتُ أفئدةَ البنينْ

وَيْ! حينَ أُجْهِدَتِ القوائِمُ كيْ تَضُمَّ الواهِبينْ

حَمِيَ النِّزالُ تسابقُوا فَتَمَنْطَقُوا بالعُمْرِ جَدَّلَهُ الحَنينْ

***

مُسْتَهْدَفٌ قلْبُ البراءةِ بالرَّصاصِ والِاعتداءاتِ الخسيسَةْ

شَرَفُ الخصــــومةِ في مَرامي النارِ تُلْقِيهِ الخِيانةُ والدَّســيسَـةْ

قَنَصُوا الرَّضيعَ فسالَ مِن فَمِهِ الحليبُ مُدَمَّمًا ومُعانِقًا آهًا حبيسَةْ

***

مَرَقَتْ سِهامُ الغَدْرِ مِنْ قَوسٍ تُحَدَّبُ خلفَ أشجارِ الخميلةْ

نَزَفَتْ قلوبٌ في أراجيحِ العصافيرِ الجميلةْ

فَتناثَرَ الدَّمُ والرَّغامُ على مرايا الصَّمْتِ تُشْرِعُها القبيلةْ

***

مَنْ ذا سيُشهِرُ قلبَهُ عطفًا ووُدَّا؟

مَن ذا سيزرعُ في الفَلا فُلًّا ووَردَا؟

والإخوةُ الأعداءُ أيْدٍ في الخَفا مُدَّتْ إلى الأعداءِ مَدَّا

***

لِمَ يُبْغِضونَكِ غادَتي وَيَسُرُّهم مَرأى الذَّبيحةْ؟

لِمَ يَجرحونَ الياسَمينَ ويَرشِفُونَ دِماءَهُ ؟ تَبًّا لِذائقةٍ قبيحةْ

ألِأنّ مَنْ غَزَلَ الجِهادَ اشتَدَّ في نَقْضِ الفضيحةْ؟

***

يا وردةً سُحِقتْ على شِقِّ الرَّحى فْتضوَّعتْ: عِطرًا، عِنادْ

يا بيْدَرًا تشدو على أرجائِهِ قُمْرُ الحصادْ

هيَّا ازرعي للقادمينَ سنابلًا في كلِّ وادْ

***

وطنٌ خُرافيٌّ يُسافِرُ في دمائي يُبحِرُ

لا لنْ يَهونَ ولنْ يُرَكَّعَ إنْ تَأَلَّهَ فاجِرُ

مِن كلِّ سُنْبُلةٍ تموتُ سَتُنْبِتُ الأيامُ حقلًا مِن لُيوثٍ تَزأرُ

***

لِتَهُبَّ فيتنامُ الجَريئةُ مارِدًا، عنقاءَ من تحتِ الرَّمادْ

فَيُجَرجِرَ المُتطاولونَ حُثالةُ الأقوامِ أذيالَ الخَسارةِ والعَتادْ

وتُطلَّ شمْسُ الحقِّ من خَلْفِ الغُيومِ بِلا تَوانٍ وارْتِدادْ

***** ْ

27/7/2014

*هي لينينجراد الروسية التي حاصرتها القواتُ الألمانية الخاصة سنة1941 بأمر هتلر

حِصارًا دام عامين ونصف العام؛ فقَتَل الجوعُ والبردُ فيها مليونًا ونصفَ المليون؛

ولا عزاءَ للإنسانيةِ في عالمِ الغابْ.

 من ديوان: للقدسِ مِعراجٌ

2 comments:

  1. بورك النبضُ قدسا فقدسا، ولا جف مداد اليراع جهرا وهمسا، يا شاعرة آلام الأمة المبرحة!

    ReplyDelete
  2. وبُورِكَ حُضورٌ راقٍ شاعريٌّ نبيل يرفعُ مَنسوبَ الفَخارِ والسرور
    وَيضعُ على رأسِ عروسِ القصيدةِ تاجًا مِن أجملِ الزهور

    ReplyDelete