Friday, July 11, 2014

وبالفُرشاةِ كَمْ غَنَّى

 أنا النيرانُ تكويني.. وسيفُ القَهرِ يُدميني
كلابُ الرومِ إذْ نَبَحَتْ .. تُحاصِرُني وتُلْهيني
حرائرُنا قد اغْتُصِبَتْ .. على شَطِّ القوانينِ
وللجلادِ أسواطٌ .. نَمَتْ في الكَفِّ تؤذيني
وللحجَّاجِ مِقْصَلةٌ .. بها انقلبتْ مَوازيني
سُيوفُ الغَدْرِ مُشْهَرَةٌ .. وفي الأجداثِ تُرْدِيني
وبالحَسَراتِ قد مُلِئتْ.. مراكِبُ نَصرِ تِشريني
"أتاتوركِ" اعتَلى فرسًا .. وَنَكَّسَ رايةَ الدِّينِ
على آثارِهِ قُدِحَتْ .. سَنابكُ خَيْلِ شَانيني(1)
بيوتُ اللهِ خاويةٌ .. أتُسْتَدْعَى شياطيني؟
وفي التفريطِ غاشِيَتي .. أنا الإسلامُ يحميني
وللثوراتِ أفئـــــــــدةٌ .. وتَنضَحُ بالميامينِ:
بأرضِ الشامِ "فَرْزاتٌ" .. "هِشامُ" النيلِ يُنْبيني
وبالفُرشاةِ كَمْ غَنَّى .. على الأطلالِ يُبْكيني
بَنَى اللوحاتِ صارخةً .. بجَمْراتِ الملايينِ
أيا "ناجي العَلِيْ" فِكرًا .. أيا نبْضَ الشرايينِ
أيا تســبيحةَ القُمْريِّ فوق الغُصْنِ تُشْجيني
أيا جُـــــــوريَّةً صَدَحَتْ .. مُعطِّرةً بســـــاتيني
أفي زُمَرِ الصَّفا تمضي.. وجُرحُ الثَّكلِ يُضنيني؟
رِفاقُــــــــــــــــــــكَ أَزَّهُمْ أَزًّا .. رحيلُكَ؛ مَنْ بِتَسكينِ؟
حَمَلْتَ الرَّايَ مُتَّكِئًا .. على حَدِّ السّكاكينِ
وتَصهِلُ في الورَى مُهرًا .. أمِنْكمْ مَنْ يُباريني؟
تقولُ لِمَنْ بكى قهرًا: تَقَدَّمْ وامْتَشِقْ دِيني!
سأجعلُ مِنْ دمِي حِبرًا .. إذا نَفِدَتْ تَلاويني
كتابُ المَجدِ قد أضحى .. بِعَوْسَجَةٍ يُناغيني
وحقلُ القمحِ مُنتظِرٌ .. وأحداقُ الطواحينِ
فيا أصحابِيا هُبُّوا .. لكُم رَبُّ الطَّواسِينِ(2)
لِتنبَجِسَ الرُّؤى نورًا .. يُوَضِّئُكم، يُسَجِّيني
وتُدْمِنُهُ الفراشاتُ .. وما اكترَثَتْ بتَلقينِ
وتبقى في العُلا روحي .. تُعَضِّدُكُم، تُواسيني
 فمَنْ للنِّيلِ مُغترِبًا .. وأقمارِ العَراجِينِ؟
يطولُ الليلُ ما شاءتْ .. لكُم قَدَرِيَّةُ الحِينِ
وعند الصُّبْحِ مَوعِدِنا .. رياحُ النصرِ تأتيني
***
7/7/2014
مفردات:
  شانيني= شانئني... وخُفِّفَتِ الهمزة
الطواسين: هي سُوَرُ القرآن الكريم: الشعراء والنمل والقَصَص؛ 
حيث بداياتُها: طسم، طس، طسم
القصيدة من ديوان: العصفورُ الذي نَسِي

No comments:

Post a Comment