Sunday, July 7, 2019

صَمْتُ العَارِفِيــــــــــــــنْ



هَذِهِ النَّاقةُ آيةْ

قَالَهَا "صالِحُ" فَارْبَدَّتْ وُجُوهُ الرَّافِضِينْ

سَكْرَةُ الطَّغْوَى أَبَتْ أنْ يُسمَعَ الصَّوتُ الرَّزينْ

لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ؛ وَيْحَكُمْ لَوْ تَفْعَلُونْ

فَانْبَرَى "الأشْقَى" لِيَسْتَدْعِي المَنونْ

بَيْنَمَا كانَ التَّحَدِّي والمُجُونْ؛

يَرسُمانِ الشَّكَّ في سَمْتَ اليقينْ!

هَكَذَا رَاقَ العُصَاةَ الصَّمْتُ، صَمْتُ العَارِفِينْ

فاسْتَحَقُّوا أنْ يَكونوا "العَاقِرينْ"

سُنَّةُ اللهِ قَضَتْ أنْ يَخْلُدَ الحُكْمُ المُبِينْ

فَتَلَقَّفْ وِزْرَ أَسْيافِ السُّكوتْ!

مُشْرَعَاتٍ كَنِصَالِ الصَّمتِ فِي أَيْدِي ثَمُودْ

صِرتَ عَاقِرْ!
كَابْنِ سَالِفْ

دُونَمَا أيِّ دِماءٍ خَضَّبَتْ سَيْفَكَ في سَاحِ النِّزَالْ

صَوْتُ عاقِلْ
لمْ يُخَالِفْ:

إنَّها إنْ جَفَّتِ البِئْرُ عَرَفْنَا قِيمةَ المَاءِ الزُّلالْ!

كاهِنٌ مَنْ حَمَّلَ الرِّيحَ أغانيْ

الباطلِ المَنْحُوتِ مِنْ قَهرِ الشُّعوبْ

مِنْ صُخُورٍ رَابِضَاتٍ في القُلوبْ

حيثُ تَربُو في دُجى الليلِ خُيوطُ العنكبُوتْ

فانْزِعُوا عنهُ عَباءاتِ التَّعَالُمْ
وادِّعاءَاتِ القُنُوتْ.

وانْصُروا المَظلومَ إنَّ النَّصرَ دَيْنٌ 
فَوقَ هاماتِ الدُّيُونْ

سَارِعُوا إذْ كيفَ يُلْقَى النُّورُ في قَاعِ السُّجونْ؟

أيُّ قَيظٍ يَرتَوِي الصَّديانُ فيهِ مِنْ سَرابْ؟

أيُّ عَيْشٍ والإدامُ الذُّلُّ والتَّنُّورُ يُلقِي:

لا رَغِيفَ الرُّوحِ؛ بَلْ خُبزَ المَهانةِ والعَذابْ

كيفَ نَجْني مِنْ قُطوفِ الحِكمةِ البَلْجاءِ

وَالأقلامُ غَصَّتْ 
بِمِدادِ الزَّيْفِ والمَيْنِ المَهينْ

كَيْفَ يُمْسِي فِي عِدادِ الرَّاحِلينْ؛

مَنْ يُعِدُّ العابِرينْ

لِاغْتِنَامِ العَدْلِ في دَارِ البَقَاءْ؟

فَالحياةُ المَوتُ والمَوتُ الحَيَاةْ!

أَيُّ زُهْدٍ بِانتظارِ الصَّافِرَاتْ

عِنْدَمَا تَأتي مَحَطَّاتُ النُّزُولْ

والنِّهَاياتُ الوُصولْ

لِبِدَايَاتِ اللقَاءْ؛

إذْ حَصَادُ العُمْرِ في كَفِّ الرَّحِيلْ

واقْرؤوا هذا البيانَ المُسْتَحِيلْ:

أَتَمَنَّى "حِينَ أرحَلْ"

أنَّنِي رَتَّبْتُ في عِقْدِ جُمَانٍ "أوْلَوِيَّاتِ" النَّقاءْ

أنَّني صَافَحتُ أَغلَى "كِلْمَةٍ" مِن أبجَدِيَّاتِ الإبَاءْ

أنَّنِي قَدْ قُلْتُ شيئًا لَمْ يُوَشَّحْ بِالهَبَاءْ

علَّ في صَحراءِ مَنْ لَبَّى النِّدَاءْ،

شَجْرَةً، والكَسْرُ فيها جاءَ مِنْ تَحتِ اللّحَاءْ!

***

كيفَ يَنْجُو مِنْ فَناءٍ في بُحورٍ مِنْ دِماءْ

ذلكَ الكَوْكَبُ والظُّلْمُ مَظَلَّاتُ الخَواءْ؟

ذلكَ الكَوْكَبُ مَنْزُوعُ التَّآخِي والوَفاءْ؟

ذلكَ الكَوْكَبُ مَاْفُونُ القَضَاءْ؟

فَارفَعُوا الأحكامَ بالإعدامِ عَمَّنْ

نَافَحُوا عنكُمْ

لِكَيْ يَخْضَرَّ ما قَدْ صارَ يَبْسَا وَقُنُوطْ

دَافِعُوا عَنْهُمْ

وعَنْ حقٍّ أرادَ المُرجِفُونَ أنْ يَموتْ


 يونيو 2019
من ديوان: العصفور الذي نَسي
 


1 comment:

  1. الأديبة الأريبة
    ثرية الأدب الحصيفة الراقية
    رتعت وتمتعت بنصك الباذخ..
    ارجو ان نعود لتواصلنا فلم انساك ابدا غاليتي ومعلمتي

    ReplyDelete