Friday, May 27, 2016

فَلُّوجةَ النَّصرِ عادَ الرُّومُ قُطعانا





فَلُّوجةَ النَّصرِ عادَ الرُّومُ قُطعانا**واعِينَ  كَوْنَكِ  للأحرارِ عُنوانا
يا مَنجمًا للفِدا والصبرِ ما نَفِدَتْ**كُنُوزُهُ.. وانكفا المَهزومُ حَيرانا
لَمْ يدْرِ ماذا أحالَ العُمرَ نافلةً**أمامَ فَرضٍ سَمَا.. بالحُرِّ إيمانا
هو الجهادُ لِمَنْ لَمْ يَعتنِقْ فِكرًا**أوْ.. مَرَّ .. لَمْ يَنْتَبِهْ أوْ يُلقِ آذانا
لَقَّنتِهِ الدَّرسَ في حُبِّ العِراقِ غَدَتْ**بشائرُ النَّصرِ في الآفاقِ ألحانا
ظنُّوا العِراقَ فَراديسًـا... وأنْهُرَها**تَسقي الخَسيسَ كما لو كان رَيْحانا
للرافِدَيْنِ  أسودٌ  في مَخالِبِها**مَوتٌ  زؤامٌ إذا ما مَسَّ  شُطآنا
رِتْشَرْد عادَ وبُوقُ الحربِ جَمَّعهُم**مِنْ كلِّ فَجٍّ أَتَوا لَمْ ينسَ شيطانا
عادُوا وقد أضمَروا تركيعَ نَخْلَتِنا**إذْ نَضَّدَتْ طلعَها: رَفضًا وعِصيانا
مِنْ حِقدِهم سَيَّروا  للحربِ  قافِلةً**والحِقدُ  حَادٍ  لِمَنْ  يَجْتَرُّ أحزانا
صَبُّوا على القلْعةِ الشَّمَّاءِ وَابِلَهُم**والذَّبْحُ بَيَّتَهُمْ... نَشْوَى... وَنَشْوانا
 بِنْتَ العِراقِ وفي شامي وفي يَمَني**ما جَفَّ دَمعٌ وباتَ الثَّأْرُ بُركانا
أينَ العُروبةُ؟! صَحراءٌ أَوَاصِرُها**هل كانَ أَجْدَادُنَا: عَبْسًا وقَحطانا؟
بَلْ إنَّ أبراجَنا هامَاتُها حَمَلَتْ**أعلامَ بلجيكا: حُزنًا وعِرفانا
جَدْبٌ تَجَسَّدَ قَبْرًا في ضمائرِنا**تَصَوَّحتْ وامَّحَتْ جَمْعًا وَوُحدانا
غَصَّتْ ذواكِرُنا بالرَّملِ وانْخَدَشَتْ**فاستَعذبَ القومُ إيلامًا ونِسْيانا
***
العالَمُ الحُرُّ عَبْدُ الظُّلْمِ مُنْتَعِلٌ**حَقَّ الحياةِ لِشَرقٍ ماتَ جَوعانا
أمَّا إذا صَرَخَتْ باريسُ أو روما**كان الصَّدى نَجدةً والفَيْضُ تَحنانا
كمِ ادَّعَوا قلَقًا.. واللؤمُ  دَيْدَنُهُمْ**لَو يَمْزِجُ الماءَ فاضَ النَّهْرُ أدْرانا
بِاسمِ التَّحالُفِ يُلْقَى المَوتُ في لَهَفٍ**أمَّا عنِ الخُبزِ قيلَ: "الحَشدُ" يَنهانا
سُحقًا لِمَن قادَهُم في البَطشِ "قاسِمُهُمْ"**يا فَيْلَقَ القُدسِ قد أُنْسِيتَ أقْصانا
جاعتْ بلادُ النَّخيلِ السَّامِقاتُ غَدَا**نهرُ الفُراتِ لها  قَبْرًا  وأكفانا
قِطُّ العِراقِ وقد وَلَّتْ مَهَابَتُهُ**بعد الحِصارِ هَذَى المِسكينُ ألوانا
"فُكُّوا الحِصارَ" تَعالَتْ مِنْ حَظيرَتِهِ**بِتْنا طعامًا لِمَنْ في غابةٍ هانا
***
عُودوا إلى رُشْدِكم يا مَنْ قَضيَّتُكُمْ**حُقوقُ إنسانِنا... زُورًا وبُهتانا
تَذَكَّروا أننا ... سُدْنا بِلا طَمَعٍ**مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ قد يَشقَ أزمانا
كانت حضارَتُنا والغربُ يعرِفُها**عَدلًا وإنْ سامَها الغربيُّ نُكرانا
هَذي "سَمَرْقَنْدُ" قد أَمْسَتْ مُوَحِّدَةً**أَعَــــزَّها "عُمَرُ"؛ شِــيبًا وَوِلْدانا
نحنُ الذينَ رَأَوا في قَتْلِ قُبَّرَةٍ**خَسْفًا بِنَهْجٍ أَقامَ العدْلَ مِيزانا
 يا هيئةَ الأُمَمِ المَرجُو عَدالتُها**ماتَ الضميرُ فَغَطَّى الظُّلمُ أكْوانا
وأسْرَجَ البَأْسَ مَنْ بِيعَتْ مَدينَتُهُ**لِلغاصبينَ.. فَلَمْ يَسْتَثْنِ خَوَّانا
إنْ هبَّتِ الريحُ ما فُلَّتْ عزيمَتُهُ**الحُرُّ باقٍ.. كأنَّ العَصْفَ ما كانا
وإنْ قَضَى؛ ما انحنى فالنَّخْلُ قُدوَتُهُ**لَمْ يَهْوِ نَخلٌ إذا ما الحَتْفُ قد حانا
25/5/2016

مِن ديوان بغداد: للرافدَينِ أُغنِّي

3 comments:

  1. اللهم قد غلقت الابواب جميعا الا باب رحمتك ...وانقطع الرجاء الا منك ...وقلت الحيل يا الله الا بعونك ومساندتك...اللهم فكن لاهلنا بالفلوجة والشام خير معين ونصير...اللهم كن لهم وليا ونصيرا وحاميا ومغيثا يااااارب العالمين

    ReplyDelete
    Replies
    1. أخي الكريم محمد حسين
      لا يسعُني إلا التأمين على دعائِكَ الجميل الذي أسمعُهُ يطرُقُ بابَ السماء
      اللهم تقبَّلْ يا حنَّانُ يا مَنَّانُ يا عظيمَ الفضلِ والإحسان
      اللهمَّ إننا مغلوبونَ فانتصِر
      اللهمَّ إننا مغلوبونَ فانتصِر
      اللهمَّ إننا مغلوبونَ فانتصِر

      Delete
  2. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete