Wednesday, May 25, 2016

فَعُذرًا ثُمَّ عُذرًا يا مَضايا









وقد حلَّتْ بسَاحتِكِ المَنايا**فَسُلِّي السَّيْفَ مِنْ غِمْدٍ مَضايا

لقد نَزعُوا المَراحِمَ مِن قلوبٍ**وَصَفُّوها مُشَيْطَنَةً سَرايا

وما أبِهوا لِطفلٍ ماتَ جُوعًا**ولا لِبَراءةٍ نُثِرَتْ شَظايا

وماذا بَعْدَمَا هَجَمَتْ ثلوجٌ**على الأعشابِ تَطعَمُها البَرايا

ولائِمُهم كِلابٌ طارَدُوها**بِمِلْحِ الدَّمعِ تُبٍّلَتِ الحَوايا

مَضَتْ سبْعٌ عِجافٌ يا لِقَلْبي**ولَحْنُ الحُزنِ ينحِتُ فيهِ نايا

ففي الشِّعبِ المُحاصَرِ لا شراءٌ**ولا بَيعٌ ولا بِيضُ السَّجايا

كَأَنَّ قُرَيْشَ هَبَّتْ مِنْ سُباتٍ**أبُو جَهْلٍ يُلَقِّنُها الوَصَايَا

ويُوقَدُ بالضَّلالِ ضِرامُ ثأْرٍ**وَتُحتَطَبُ الخلائقُ والخَطايا

بِأوزاغٍ تُؤَجَّجُ نارُ كِسْرى**وجُنْدُ النارِ كِيرُهمُ الدَّنايا

ونصرُ اللاتِ أفصحَ عن نُيوبٍ**لِذئبٍ يَسْتحِلُّ دِمَا الصَّبايا

تَبَرَّأَ مِنهُ آلُ البيتِ طُرًّا**فما عَرفوا الدِّفاعَ عنِ التَّكايا

ولو يَدري الحُسَيْنُ بمَن أساؤوا**لقالَ لهم: دَعوني في أسَايا

وما ضَمَّ الضَّريحُ سِوى رُفاتٍ**فكيف تَوشَّحَتْ بِكمُ الرَّزايا؟!

فَبِاسْمِ اللاتِ وامتُشِقَتْ سُيوفٌ**وما حَمَلوا لنورِ الفَتْحِ رايَا

وما عزَّ الجَنوبُ بِمَن تَخلَّوا**عن الوطنِ المُفدَّى للبَغايا

فَــ شِبْعا في ظلامِ الليلِ تبكي**وتَهْتِفُ مَنْ لنا نحنُ السَّبايا؟

غَدَا الشيطانُ تِلْمِيذًا صَغيرًا**وفي الهَيْجا: النَّذالاتُ المَطايا

وأينَ يُرَى التَّوَحُّشُ في وُجوهٍ**تُكسَّرُ مِنْ تَوَحُّشِها المَرايا؟

بَدَا القَصَّابُ وَحشًا آدَميًّا**ويُخفي النَّصْلُ آلافَ المَنايا

فهُبّيِ أُمَّتي ماذا دَهاكِ؟!**أمَا أَزَّتْكِ صَيْحاتُ الضَّحايا؟

أتَنْتَظِرِينَ "بانْ كِي" في دَهاءٍ**يُجَرِّمُ ما تَفَلَّتَ مِنْ خَفايا

وحقًّا إنَّهُ: قلِقٌ... يُعاني**لأنَّ الغَرْبَ مَفْضُوحُ الخَبايا

وليسَ لأنَّ طِفلًا باتَ عَظمًا**وماتتْ في ضمائرِنا الخَلايا

هو المَوتُ البَطيءُ ومَا يُعاني**سِوى الإسلامِ في عُقْرِ الزَّوايا

لَهُ مِنْ  كلِّ  قُرطُبةٍ  رَحيلٌ**وَمَحْكَمَةٌ  تُفَتِّشُ في  أَنَايَا

وما دامَ المُسلسَلُ مُسْتَمِرًّا**فَفي الفَلُّوجةِ انتظِروا الحَكايا

فَعُذرًا ثُمَّ عُذرًا يا مَضايا**وَعِند اللهِ تُفْتَتَحُ القَضَايا

3/2016
استمرّ الحِصارُ سبعةَ أشهرٍ من 7/2015 حتى 1/2016
*****  
من ديوان: تراتيل دمشقية

  

2 comments:

  1. اوجعت قلبي العجوز ياثريا.... حاولت ان اكتب على الكوكل ولكنك أوقفت التعليقات ارجوك ان تفتحي التعليقات في الكوكل لنضع بعض احزاننا

    ReplyDelete
    Replies
    1. ياااا الله يااا غيَّاثَ المُستغيثينَ أغثْني وأنا أقرأُ هذا الوجعَ الوطنيّ الزَّاعِق
      أعتذِرُ وأنحني أمام هذه المشاعر الهادرة وقد فتحتُ التعليقات؛ ليُغرِقَني طوفانُ وجعٍ الأحرار ... اللهمّ ارفع عنّا يا قادِرُ يا قويُّ يا جبّار
      ردًّا على:(أهلي العرب)

      Delete