Thursday, April 24, 2014

تحت أنقاضِ المَنارةْ



أنعَى لكُم يا سادةْ:

مَمَالِكَ الإرادةْ

وجَوهَرَ العبادةْ؛

أنْ نعمُرَ الأوطانَ بالكفاحِ والطهارةْ!

أنعَى لكم:

صندوقَ الانتخابْ

والجَبْرَ والحِسابْ

والمَنْطِقَ السَّرابْ،

ونَسْلَ أبجديّةِ الحضارةْ!

أنعَى لكُم:

دُخولَنا الحظيرةْ،

خُضوعَنا.. ونقْضَنا الضَّفيرةْ،

والغزلَ أنكاثًا.. لِمَوجةٍ مُغيرةْ؛

فالظلُّ ماتَ تحت أنقاضِ المَنارةْ!

أنعَى لكُم:

أفكارَنا.. رِداؤها التهميشُ والتَّخوينْ

أقوالَنا.. "مَكارِثيَّةَ" الطَّنينْ

أفعالَنا.. تَسْتَصرِخُ "الشُّوفِينْ"

وتَرْقُبُ الصَّفاءَ وانتِحارَهْ!

أنعَى لكُم:

قِرْميدَنا الموحَّدَ البِناءْ

وخُبزَنا مُتبَّلًا بالملحِ والإخاءْ

وظِلَّنا الجَمْعيَّ تحت زُرقَةِ السماءْ؛

في خندقٍ لصَدِّ أيّ غارةْ!

أنعى لكُم:

فُسْطاطَنا المُخَدَّرَ المُغَيَّمَ العُيونْ

عن الدموعِ والدِّماءِ جُلُّ قومي غافلونْ

وللجلَّادِ والسَّجانِ والخَوَّانِ راكعونْ؛

فالعَبْدُ بالقويِّ يُظْهِرُ انبِهارَهْ!

أنعَى لكُم:

مَسالِكَ الإرادةِ الشرعيَّةْ؛

تَضِجُّ بالنَّوارسِ العَصِيَّةْ،

وسَطوةِ التَّهجيرِ بالبارودِ والشَّظِيّةْ

تُطارِدُ "الإيمانَ" تبتغي اندِحارَهْ!

أنعَى لكُم:

رَمادَ أبناءٍ بلا وطنْ

يَسْتَوطِنُ الأعشاشَ في الفِينيقِ مِن زَمَنْ؛

يَسْتَلْهِمُ العَنْقاءَ حينَ تُشْعَلُ الفِتَنْ

والبَعْثُ في الرَّغامِ أعلَنَ انْدِثارَهْ!

أنعَى لكُم:

ضمائِرًا تمَدّدَتْ على شواطئِ الغيابْ

أحلامَنا تلُفُّها عباءةُ الغروبِ..لا إيابْ

أرواحَنا تغتالُها مَخالِبُ الضِّباعِ والذئابْ؛

تاريخَنا مُرَقَّطًا بعَنْدَمٍ أمَارَةْ!

أنعى لكُم:

جماجِمَ الرِّجالِ والأطفالِ والنساءْ

تُبْنى بها القصورُ؛ والبُحورُ مِن دِماءْ؛

والرَّقصُ والحُبورُ فوقَ تَلَّةِ الأشلاءْ

وما رأَى "نِيرونُ" بعدُ عارَهْ!

أنعَى لكُم:

تَهافُتَ العَبيدِ عند مذبحِ الثُّوَّارْ

هُتافَهُم.. مُؤيدينَ القتلَ والدَّمارْ

وَغُصَّةً تُريقُ أدْمُعَ الفَراشِ والأحرارْ

مَنْ للضَّحايا يُنذِرُ انتصارَهْ؟!

أنعَى لكُم:

إعلامَنا المُسَمَّمَ المُوَجَّهَ المَسنونْ

أقلامَنا مَكسورةً مِدادُها الشُّجونْ

أحلامَنا تُساقُ للأُخدودِ والمَنونْ

والقَهْرَ باتَ عارِفًا مَدارَهْ!

أنعَى لكُم:

الأمنَ والأمانَ والأواصِرَ الشهيدةْ

ووَحدةَ العُنوانِ فوق أسطرِ القصيدةْ

ودمعَنا الجُمانَ في المَحابرِ الفريدةْ؛

مُنضَّدًا على كواهلِ الأوراقِ والمَحارةْ!

أنعى لكُم:

حبيبتي وإرثُها هُوِيَّتي ومَعلَمي

 حبيبتي ومَجْدُها مُرَصَّعٌ بالأنجُمِ

حبيبتي الْ وَجْناتُها مُضرَّجاتٌ مِن دَمي؛

وما امَّحتْ مِن كاسِها مَرارةُ المرارةْ!

أنعَى لكُم:

مَواسمَ التفويضِ.. تَرتَدِي عَباءَةَ البراءةْ

وصَوْلةَ التَّطبيعِ والتَّطبيلِ والإساءةْ

أَعمَارَنا تَسيلُ.. بِالتَّهْويلِ والدَّناءةْ

والليلَ يطغَى يَمْتطي نَهارَهْ!

طوبَى لهمْ:

 أنداءُ فجرٍ مِنْ دِماهُمْ خُضِّبَتْ

شهقاتُ موتٍ بالخُزامى طُيِّبَتْ؛

صَلَّتْ على مِسْكِ الجِنَانِ، شَمَّرَتْ

فَاسَّابَقَ الخَشْخَاشُ وَاحتَلَّ الصَّدَارةْ!

ثَكلَى غَدَتْ

تَصُبُّ دَمعَ الزَّعفَرانِ للوليدْ

لا تَغسِلي ما كانَ مِنْ نزْفِ الوريدْ

ثُمَّ احضِنيهِ، والْثُمي وَجْهًا بريئًا لا يَحيدْ؛

ولْتَسْألي الجبَّارَ تَقويضَ المَغارةْ!

يا طفلَنا:  دَعْنا هُنا

وعجزَنا عن مَنطقيةِ الإجابةْ؛

لِمَ انطفتْ مَنائرُ الحُريةِ الوَثَّابةْ؟

لِمَ انْبَرَتْ لهَدمِها مَعاولُ العِصابةْ؟

تَوَغَّلَتْ في جيدِها المَناجِلُ البَتَّارةْ؟!

سَئِمتُ مِنْ:

تقاطُرِ السُّمومِ في مَذاوِدِ الخيولْ

والحُلْمِ في طيَّاتِهِ يُخفي مشانِقَ الوُصولْ

والنَّخلِ مبتورًا وتضحكُ الرمالُ والسُّيولْ

وحُزمةِ الأوجاعِ أَثْقَلَتْ مَنَاكِبَ الجَسارةْ!

فابكُوا معي:

مَشاتلَ التأنيبِ والتعذيبِ والتغليبْ

وجَمرةَ الحِصارِ وانتكاسةَ التَّغييبْ

والوردَ يشكو شوكَهُ؛ والغُصنُ كَلٌّ لا يُجيبْ،

مواسمَ التغريبِ والإقصاءِ والإثارةْ!

وارجُوا معي:

حَقْنَ الدماءِ الغاليةْ

"حَسَنًا" يُجيبُ مُعاويةْ

بزوغَ شمسٍ حاديةْ؛

إطلالةَ الصَّباحِ من نوافذِ البشارةْ!

***
27/7/2013

المكارْثية: الإرهاب الفكري أو الثقافي  / الشوفينية: المُغالاة في التعصُّب
العَندَم: دَمُ الأَخَوين  / الأَمَارَة: العلامَة الشاهدة

من ديوان: عندما تبكي الديار

No comments:

Post a Comment