Saturday, April 19, 2014

هنـــــــا بغـــــداد



دُخَانٌ أسودٌ ينداحُ مِن مِذياعِنا الدَّرَّارِ
بالأحزانِ يُعلنُها: هنا بغدادْ
هنا بغدادُ أطلالٌ ومِحرَقةٌ
شناشيلٌ مُطوَّقَةٌ 
وأشلاءٌ مُمَزَّقةٌ
صواريخٌ مُمَنطقَةٌ
بنارٍ تُشعِلُ الفيروزَ في عَيْنَي حبيبتنا
-هنا الأحقادْ-
فجمرُ الحقدِ منضودٌ لِيحرقَها بما فيها !
***
يَجِنُّ الليلُ قد رُبِطتْ
بأوَّلِهِ همومُ القلبِ
لا تبدو أواخرُهُ وقد ألقتْ
نجومُ السُّهدِ آذانًا إلى الآفاقِ
واستمعتْ ..إلى التدميرِ والتفجيرِ
فارتعشتْ
ويبكي الرَّاصِدُ الفِضِّيُّ وانهمرتْ
دموعُ المُزنِ والأحداقِ
لم ينفضِّ إصغاءٌ لصوتِ الحربِ
آهٍ مِن تَواليها !
أفوقَ منصّةِ التأبينِ- دُرَّتُنا
وشمسُ الشرقِ – نرثيها؟!
وكيف ننامُ يا بغدادُ
مِلءَ الجفْنِ والأكبادُ
نارُ القصفِ تشويها؟!
بَدَا في النارِ دوريٌّ 
ويصرخُ مَن سيُطفيها؟
هو الطفلُ الذي ألقَوا إلى النيرانِ يُثريها !
هُمُ الأطفالُ واجتُثَّتْ أناملُهم
إذِ امتدَّتْ إلى الحلوى تُناغيها
هُمُ الأطفالُ وامتُصَّتْ نضارتُهم
فباسمِ اللاتِ قرصنةٌ مُطوَّرَةٌ
على سُفُنٍ مُدَجَّجَةٍ
وباسمِ اللاتِ مَجريها !
نزيفُ النخلِ والأعناقِ
يحملُها وفي الأوحالِ يُرسيها !
***
أكان النِّفطُ يا بغدادُ لعنتَنا
أمِ الإيمانُ تطليقًا وتسفيها؟
أمِ الحريةُ الخرساءُ قد نُفِيَتْ
وفوق منصَّةِ التوديعِ نُدميها؟
وكانت كلما مَرِضَتْ بَخِلنا لا نُداويها
ولم نحفلْ بها يومًا ولم تُطلَقْ ولو حينا
وقيَّضنا لها الحُرَّاسَ
كي يُحصوا لها الأنفاسَ
إذلالاً وتحصينا
مِن العدوى إذا استشرتْ
فمَن سيهابُ نِيرونا؟
نُسامُ الهُونَ والفِرعَونُ مرهونٌ
تَألُّهُهُ بِسجدتِنا.. تُعرِّينا
وتُسقِطُ رايَ هَيْبَتِنا
فلا كانت لنا بغدادُ أو رَدُّوا فِلسطينا
***
غَدَتْ تبكيكِ يا قُرآنَنا المسروقَ أحداقُ المُصلِّينا
فلا ندري مَنِ الآثامُ في كفَّيْهِ قد ثَقُلَتْ فخفَّفَتِ الموازينا
لقد أُرِّقْتُ يا بغدادُ "والذِّكرى مؤرِّقَةٌ"
فسيفُ الدينِ أجراها مُقارعةً مُظفَّرةً 
بسيفِ اللهِ يجتثُّ الشياطينا
بلاطُ المُلكِ لم يعرفْ صُكوكَ الحُكمِ
حتى الموتِ آنئذٍ ولا صُحُفًا تُسبِّحُ باسمِ والينا !
وما حامتْ بقربِ العرشِ مبخرةٌ
وكان الدِّينُ جَوْقَتَهم وعند الخَطْبِ حادينا
فلا شرعيَّةٌ دوليَّةٌ حكمتْ
ولا نخَّاسَ بالدينارِ يَشرينا
فجاءَ النصرُ مَلحمةً مُقدَّسةً
على خيلٍ مُطَهَّمَةٍ بها التاريخُ يُنبينا !
*****
20/3/2003
 ثلاثةَ عشر عامًا يا بغداد، وما انفكت الذكرى في القلبِ تَسْتَعِرُ
 من ديوان بغداد: للرَّافِدَينِ أُغَنِّي

No comments:

Post a Comment