Saturday, November 12, 2016

تَعاوَرَكِ الكُماةُ أيَا حَماةُ






تَعاوَرَكِ الكُمـــــــــاةُ أيَا حَماةُ**وَيُقْطَفُ مِنْ مُحَيَّاكِ الثَّباتُ
أضاءَ الصبرُ في عَتَمِ الليالي**فَغَصَّ الواقِبُ.. انتحبَ الرُّماةُ
أيَا أَرضًـــــــا مَنــــــاجِمُها فــِداءٌ**على أســـــــــوارِها كُسِرَ البُغاةُ
 وفي الغاباتِ كانَ الغَدْرُ حَتمًا**فقد غابَتْ عُقولٌ مُنْصِـــــفاتُ
مَضَى الأَسَدُ العَجوزُ يَعيثُ هَدْمًا**فَقَاعًا صَفْصَفًا.. باتَتْ حَمَاةُ
وَمِنْ تحتِ الرَّمــــــــــــادِ أَتَتْ إلينا**معَ العَنقــــــــاءِ وازدَهرَ الرُّفاتُ
سَواقيها على "العاصي" تُغنّي**وتَسْقِي اللوزَ إنْ تَعِبَ السُّقاةُ
وَزَيْتونًا وعَسْـــجَدَ سُـــــــــنْبُلاتٍ**شَرِبْنَ الشَّمْسَ؛ فابْتَسَمَ الرُّعاةُ
وَتِلكَ شقائقُ النُّعمانِ غارَتْ:**أنُمْسي والجمــــــــالُ لنا فَوَاتُ؟
فَأَنْدَلُسِـــيَّةُ الحُسْنِ استَعادَتْ**مِن التاريخِ ما رَسَــــــــــمَ التُّقاةُ
***
 جُيوشُ أبي عُبَيْدةَ حَرَّرَتْها**وَفي الرُّومِ القَياصِرةُ الطُّغَاةُ
ولكنَّ الذِّئابَ عَوَتْ وعادتْ**وفي أنْيـــــــابِها مِزَقٌ .. فُتاتُ
بَراكينٌ مِنَ الأحقــــادِ تَغلي**ونارُ الفُرسِ أشْـــــــعلَها الغُلاةُ
ويَحْتَطِبونَ؛ تُطفئُها حَمــــــاةُ**تُزَنِّرُها العزيمةُ والصَّـــــــــــــــلاةُ
سيبقى حِصْنُها الإيمانُ يَعلو**وإنْ جَمَعوا المَعاوِلَ واسْتَماتوا
وَتَلفِقُ جُرحَها بِخُيوطِ صَبْرٍ**وآيةَ نَصرِها.. يَتْلو الحُداةُ
وَمِنْ دَمِ كَرْزِها حِنَّاءُ مَجْدٍ**فلا عُقِمَتْ بُطونٌ مُنْجِباتُ
سَنابِلُها إذا انفرَطَتْ سَتَنْمو**لِتَمْلَأَ واديَ "العاصي" الحَياةُ:
فَوَارِسَ.. فَوْقَ خَيلٍ صَاهلاتٍ**وَمَا اسْتَعصَتْ سُيوفٌ مُشْرَعاتُ
   تَعاهَــــــــدَ حامِلوها: لَنْ يَمَلُّوا**وفي حَلبٍ  وإدْلِبَ  مُعجِزاتُ
فَشَمْسُ الحَقِّ تَسْطَعُ لا تُبالي**أَتَحجُبُها الأَكُفُّ المُظْلِماتُ؟
*****
15/10/2016
من ديوان: تراتيل دمشقية

No comments:

Post a Comment