Wednesday, April 23, 2025

لا مكانَ لطوطمٍ

 

 


مهداة إلى المهندسة النابغة: ابتهال أبو السعد

 

دَربُ ابْتِهالٍ رَصَّعَتْهُ تَلالَا

رَصَفَتْهُ حُبًّا ناصِعًا سَيَّالا

 

في عَصرِ إظلامٍ تَوَهَّجَ نَجمُها

ليُضِيءَ أمجادًا .. غَدَتْ أطلالا

 

إذْ  بالولاءِ  وبالبَراءِ  تَأَلَّقَتْ

فَتراجَعَ البدرُ الوَضِيءُ هِلالا

 

بلْ أعذرَتْ وتَبَرَّأَت مِنْ إثْمِ مَنْ

قَعَدُوا، وَقَعَّدَ حِبرُهُمْ إذلالا

 

لَمْ يَخجَلوا مِن فِكرِهِمْ أو كَونِهِمْ

قد صُنِّفُوا بين الوَرَى أنذالا

 

شرحتْ لهم معنى العَقيدةِ أوجَزتْ

بل أعجَزتْ مَتْنًا، وشرحًا طالا

 

سارتْ على دَربِ التَّحَدِّي، أطلَقوا

جيشَ التَّرَدِّي، والرَّصاصُ توالَى

 

تَبني فَيهدِمُ شانِئوها ما بَنَت

رَصَدُوا خُطاها أتعَبوا الأميالا

 

نَبْشٌ وتَزويرٌ وظُلْمٌ  حاكِمٌ

بالخِنجَرِ المَسمومِ عدلًا غالا

/

حتى العمائِمُ  دَبَّرَتْ إثناءَها

عَمَّا ارتَضَتْهُ إلى الجِنانِ مآلا

 

عابُوا عليها أنها  لمْ  تَنتبِذْ

شيخًا يُرِينا خَوضَها الأهوالا

 

رَأَوُا الخِباءَ  مُقَدمًا  ومُعَظمًا

يَعلو على إسنادِ  وعيٍ  مالا

 

وَيْحَ اللِّحَى إنْ أَرغَمَتْها صَرخةٌ

مِن حُرةٍ، كَشَفَت لنا الدَّجَّالا

 

خَسِئوا إذا تَركُوا الإبادةَ جانبًا

وتَجاهَلوا فِقْهَ الضَّرورةِ صالا

 

قالوا انصَحُوها كيْ تَعودَ لبَيْتِها

نَزَعَ النَّقاءُ عن العَنيدةِ شالا

 

وهِي التَّقِيَّةُ والحياءُ يَزينُها

وسفيرةٌ  لمْ  تَعتَنِقْ  إحلالا

 

إيمانُها  ونُبُوغُها  وضميرُها

آياتُ رَبِّي أُودِعَتْ في الـ (لالا)

 

هي رايةٌ  للفَخرِ تَخفِقُ عاليًا

فوقَ  العبيدِ  تقودُ الِاسْتِقلالا

/

هَبَّتْ  مُناصِرَةً، حَدَتْها نَخْوَةٌ

سَلَبَتْ حضاراتِ الخَنا الأنفالا

 

إذْ طاردَتْها في الكَرَى أشلاءُ مَنْ

مِنْ غَيرِ ذَنبٍ .. قُطِّعُوا أوصالا

 

واليومُ يومُ الزينةِ اختارت لهُمْ

عارَ الفضائحِ كَدَّسَتْهُ تِلالا

 

صالتْ وَجالتْ: أوقِفوا سَيْلَ الدِّما

لا تَذبَحوا  الأجدادَ  والأطفالا

 

فــ(التِّكنُلُچْيا) في حِماكُمْ لُوِّثَت

تُجري دِماهُم في الثَّرى شلَّالا

 

كُلُّ الأكُفِّ مُلَطَّخاتٌ .. ويْحَكُم

مَن سوف يَحملُ عنكمُ الأحمالا

/

نَصَرَتْ بسَيفِ العِلمِ حَقًّا أجمَعوا

أنْ يَحبِسوهُ ويُحكِموا الأقفالا

 

لَمْ تَخْشَ في اللهِ الرَّقيبِ مَلامةً

صاحتْ فَحَطَّمَ صوتُها الأغلالا

 

فَتَحَرَّرَ النُّبَلاءُ مِن أغلالِهِمْ

نَسَجُوا، فقد أهْدَتْهُمُ الأنْوالا

 

هذا هو التَّوحيدُ: قَلبٌ نابِضٌ

بالخَوفِ مِن رَبِّ القُلوبِ تَعالى

 

لا شِركَ فيهِ ولا مكانَ لِطَوطَمٍ

مَهما  تَزَيَّا:  شُهرةً .. أو مالا

 

ضَحَّتْ بِهَدأتِها ومَجدٍ صاعِدٍ

والبَيعُ  يَربَحُ  قَدْرَهُ  إجلالا

 

أَجمِلْ بغَرسٍ حينَ يَنْبُتُ دَوحَةً

حَوَّاءَ تُهدي العابرينَ ظِلالا

12/4/2025

مفردات

تَلالَا: تَلألأ، وحُذِفَتِ الهمزتانِ لضبطِ الوزن-لم تنتبذ: لم تعتزل

المتن: أصل الكتاب-(لالا): لقب لتبجيل النساء في المغرب


Monday, February 27, 2023

هُوَ البَــــــــدرُ بْنُ هَمَّـــــــــامٍ


 

 

أحقًّا غَادَرَ الأقمَرْ؟**فَما  للنُّورِ مِنْ  مَخْبَرْ؟

 

كأنَّ   وُجُودَهُ   حُـلْمٌ**ووقْتُ الحُلْمِ ما أقصَرْ

 

رَبيعٌ   وَسْمُ   طَلعَتِهِ**بَديعُ   الوَردِ والمَنظَرْ

 

ولكنَّ الخَريفَ  أتَى**بِما لا يَشتَهي الأخضَرْ

 

قِطارُ  العُمْرِ غافَلَنَا**جَرَى  بِالوقتِ  ما أنْذَرْ

 

وفَاجَأنـا  ..  بِنـازِلةٍ**بِفَقْدِ   سَفيرِنا   الأقدَرْ

 

هو  البَدرُ بْنُ  هَمَّامٍ**كريمُ الأصلِ والمَعشَرْ

 

عَزيزُ  النَّفسِ  مِقْدامٌ**بِهِ اللَّأْواءُ .. كَمْ تُدحَرْ

 

عواصِمُنا  بِهِ  ازدانتْ**تَسَوَّرَ عِلْمُهُ  المَهجَرْ

 

وَإذْ دانَتْ لهُ الفُصحى**بِنَسْغِ الزهرِ لوْ أشعَرْ

 

لَكَمْ يا خالُ كُنتَ  لنا**سِراجًا  كَمْ   بِهِ نَفْخَرْ

 

وَلِلْمَلهوفِ .. مِنْجَادًا**إذا ما  أمْرُهُ  اسْتَعسَرْ

 

على خَدِّ الزمانِ هَمَتْ**دُموعٌ  حَرُّها المَصْهَرْ

 

رَحِيلُ الخَلْقِ  دَيْدَنُهُمْ**أَسِيفٌ  فَقْدُ  مَنْ  يُؤثَرْ

 

سَتُوحِشُنا ..  لِقاءاتٌ**وأشـــــــــعارٌ  بها   نُبْهَرْ

 

فَطَيِّبْ   رَبِّ   مَثواهُ**بِطِيبِ المِسْكِ  والعَنْبَرْ

*******

15/1/2023

 

(الغروب: لوحة للهولندي جاكوب فان رويسديل)