تَعاوَرَكِ
الكُمـــــــــاةُ أيَا حَماةُ**وَيُقْطَفُ مِنْ مُحَيَّاكِ الثَّباتُ
أضاءَ
الصبرُ في عَتَمِ الليالي**فَغَصَّ الواقِبُ.. انتحبَ الرُّماةُ
أيَا
أَرضًـــــــا مَنــــــاجِمُها فــِداءٌ**على أســـــــــوارِها
كُسِرَ البُغاةُ
وفي الغاباتِ كانَ الغَدْرُ حَتمًا**فقد غابَتْ
عُقولٌ مُنْصِـــــفاتُ
مَضَى
الأَسَدُ العَجوزُ يَعيثُ هَدْمًا**فَقَاعًا صَفْصَفًا.. باتَتْ حَمَاةُ
وَمِنْ
تحتِ الرَّمــــــــــــادِ أَتَتْ إلينا**معَ العَنقــــــــاءِ وازدَهرَ
الرُّفاتُ
سَواقيها على "العاصي" تُغنّي**وتَسْقِي اللوزَ إنْ تَعِبَ
السُّقاةُ
وَزَيْتونًا وعَسْـــجَدَ سُـــــــــنْبُلاتٍ**شَرِبْنَ الشَّمْسَ؛ فابْتَسَمَ
الرُّعاةُ
وَتِلكَ شقائقُ النُّعمانِ غارَتْ:**أنُمْسي والجمــــــــالُ لنا
فَوَاتُ؟
فَأَنْدَلُسِـــيَّةُ
الحُسْنِ استَعادَتْ**مِن التاريخِ ما رَسَــــــــــمَ التُّقاةُ
***
جُيوشُ أبي عُبَيْدةَ
حَرَّرَتْها**وَفي الرُّومِ القَياصِرةُ الطُّغَاةُ
ولكنَّ الذِّئابَ عَوَتْ وعادتْ**وفي أنْيـــــــابِها مِزَقٌ ..
فُتاتُ
بَراكينٌ مِنَ الأحقــــادِ تَغلي**ونارُ الفُرسِ أشْـــــــعلَها
الغُلاةُ
ويَحْتَطِبونَ؛ تُطفئُها حَمــــــاةُ**تُزَنِّرُها العزيمةُ والصَّـــــــــــــــلاةُ
سيبقى
حِصْنُها الإيمانُ يَعلو**وإنْ جَمَعوا المَعاوِلَ واسْتَماتوا
وَتَلفِقُ
جُرحَها بِخُيوطِ صَبْرٍ**وآيةَ نَصرِها.. يَتْلو الحُداةُ
وَمِنْ
دَمِ كَرْزِها حِنَّاءُ مَجْدٍ**فلا عُقِمَتْ بُطونٌ مُنْجِباتُ
سَنابِلُها
إذا انفرَطَتْ سَتَنْمو**لِتَمْلَأَ واديَ "العاصي" الحَياةُ:
فَوَارِسَ.. فَوْقَ خَيلٍ صَاهلاتٍ**وَمَا اسْتَعصَتْ سُيوفٌ مُشْرَعاتُ
تَعاهَــــــــدَ
حامِلوها: لَنْ يَمَلُّوا**وفي حَلبٍ وإدْلِبَ مُعجِزاتُ
فَشَمْسُ
الحَقِّ تَسْطَعُ لا تُبالي**أَتَحجُبُها الأَكُفُّ المُظْلِماتُ؟
*****
15/10/2016
من ديوان: تراتيل دمشقية
من ديوان: تراتيل دمشقية
No comments:
Post a Comment