فَلُّوجةَ النَّصرِ عادَ الرُّومُ قُطعانا**واعِينَ كَوْنَكِ للأحرارِ عُنوانا
يا مَنجمًا للفِدا والصبرِ ما نَفِدَتْ**كُنُوزُهُ..
وانكفا المَهزومُ حَيرانا
لَمْ يدْرِ ماذا أحالَ العُمرَ نافلةً**أمامَ فَرضٍ سَمَا..
بالحُرِّ إيمانا
هو الجهادُ لِمَنْ لَمْ يَعتنِقْ فِكرًا**أوْ.. مَرَّ ..
لَمْ يَنْتَبِهْ أوْ يُلقِ آذانا
لَقَّنتِهِ الدَّرسَ في حُبِّ العِراقِ غَدَتْ**بشائرُ
النَّصرِ في الآفاقِ ألحانا
ظنُّوا العِراقَ فَراديسًـا... وأنْهُرَها**تَسقي الخَسيسَ كما لو كان رَيْحانا
للرافِدَيْنِ أسودٌ في مَخالِبِها**مَوتٌ زؤامٌ إذا ما مَسَّ شُطآنا
رِتْشَرْد عادَ وبُوقُ الحربِ جَمَّعهُم**مِنْ كلِّ فَجٍّ
أَتَوا لَمْ ينسَ شيطانا
عادُوا وقد أضمَروا تركيعَ نَخْلَتِنا**إذْ نَضَّدَتْ طلعَها:
رَفضًا وعِصيانا
مِنْ حِقدِهم سَيَّروا للحربِ قافِلةً**والحِقدُ حَادٍ لِمَنْ يَجْتَرُّ أحزانا
صَبُّوا على القلْعةِ الشَّمَّاءِ
وَابِلَهُم**والذَّبْحُ بَيَّتَهُمْ... نَشْوَى... وَنَشْوانا
بِنْتَ العِراقِ
وفي شامي وفي يَمَني**ما جَفَّ دَمعٌ وباتَ الثَّأْرُ بُركانا
أينَ العُروبةُ؟! صَحراءٌ أَوَاصِرُها**هل كانَ أَجْدَادُنَا: عَبْسًا وقَحطانا؟
بَلْ إنَّ أبراجَنا هامَاتُها حَمَلَتْ**أعلامَ بلجيكا: حُزنًا وعِرفانا
بَلْ إنَّ أبراجَنا هامَاتُها حَمَلَتْ**أعلامَ بلجيكا: حُزنًا وعِرفانا
جَدْبٌ تَجَسَّدَ قَبْرًا في ضمائرِنا**تَصَوَّحتْ
وامَّحَتْ جَمْعًا وَوُحدانا
غَصَّتْ ذواكِرُنا بالرَّملِ وانْخَدَشَتْ**فاستَعذبَ
القومُ إيلامًا ونِسْيانا
***
***
العالَمُ الحُرُّ عَبْدُ الظُّلْمِ مُنْتَعِلٌ**حَقَّ
الحياةِ لِشَرقٍ ماتَ جَوعانا
أمَّا إذا صَرَخَتْ باريسُ أو روما**كان الصَّدى نَجدةً
والفَيْضُ تَحنانا
كمِ ادَّعَوا قلَقًا.. واللؤمُ دَيْدَنُهُمْ**لَو يَمْزِجُ الماءَ فاضَ
النَّهْرُ أدْرانا
بِاسمِ التَّحالُفِ يُلْقَى المَوتُ في لَهَفٍ**أمَّا عنِ
الخُبزِ قيلَ: "الحَشدُ" يَنهانا
سُحقًا لِمَن قادَهُم في البَطشِ "قاسِمُهُمْ"**يا
فَيْلَقَ القُدسِ قد أُنْسِيتَ أقْصانا
جاعتْ بلادُ النَّخيلِ السَّامِقاتُ غَدَا**نهرُ
الفُراتِ لها قَبْرًا وأكفانا
قِطُّ العِراقِ وقد وَلَّتْ مَهَابَتُهُ**بعد الحِصارِ هَذَى
المِسكينُ ألوانا
"فُكُّوا الحِصارَ" تَعالَتْ مِنْ حَظيرَتِهِ**بِتْنا
طعامًا لِمَنْ في غابةٍ هانا
***
عُودوا إلى رُشْدِكم يا مَنْ قَضيَّتُكُمْ**حُقوقُ
إنسانِنا... زُورًا وبُهتانا
تَذَكَّروا أننا ... سُدْنا بِلا طَمَعٍ**مَنْ سَرَّهُ
زَمَنٌ قد يَشقَ أزمانا
كانت حضارَتُنا والغربُ يعرِفُها**عَدلًا وإنْ سامَها
الغربيُّ نُكرانا
هَذي "سَمَرْقَنْدُ" قد أَمْسَتْ مُوَحِّدَةً**أَعَــــزَّها "عُمَرُ"؛ شِــيبًا وَوِلْدانا
هَذي "سَمَرْقَنْدُ" قد أَمْسَتْ مُوَحِّدَةً**أَعَــــزَّها "عُمَرُ"؛ شِــيبًا وَوِلْدانا
نحنُ الذينَ رَأَوا في قَتْلِ قُبَّرَةٍ**خَسْفًا
بِنَهْجٍ أَقامَ العدْلَ مِيزانا
يا هيئةَ الأُمَمِ المَرجُو عَدالتُها**ماتَ الضميرُ فَغَطَّى
الظُّلمُ أكْوانا
وأسْرَجَ البَأْسَ مَنْ بِيعَتْ مَدينَتُهُ**لِلغاصبينَ.. فَلَمْ يَسْتَثْنِ خَوَّانا
وأسْرَجَ البَأْسَ مَنْ بِيعَتْ مَدينَتُهُ**لِلغاصبينَ.. فَلَمْ يَسْتَثْنِ خَوَّانا
إنْ هبَّتِ الريحُ ما فُلَّتْ عزيمَتُهُ**الحُرُّ باقٍ.. كأنَّ العَصْفَ ما كانا
وإنْ قَضَى؛ ما انحنى فالنَّخْلُ قُدوَتُهُ**لَمْ
يَهْوِ نَخلٌ إذا ما الحَتْفُ قد حانا
25/5/2016
مِن ديوان بغداد: للرافدَينِ أُغنِّي
مِن ديوان بغداد: للرافدَينِ أُغنِّي