هل شيَّعوا الشمسَ في الحَدْباءِ فانْهارَا**صَرْحُ
النَّهارِ لِيَبقى الليلُ دَوَّارَا؟
أُمُّ الرَّبيعينِ؛ تُهْدِي الزَّهرَ
أَجْمَلَهُ**مَوجُ الفُراتَيْنِ يَسْبي النُّورَ أقمــــــــارَا
عَيْسَاءَ كانتْ وكان الشَّهدُ
مَوْرِدَها**فأُجْرِيَ المُرُّ بَعدَ الشَّهدِ أنهارَا
وِشَايةً دَبَّجَ الواشونَ فامْتلأتْ**أسماعُ
مَنْ حَقدوا والحِلْمُ قد غارَا
مَنْ يُوثِقِ النَّارَ، والأحزابُ
تُطْلِقُها**لَمْ تُبقِ مِنْ عَدَنَ الخَضْرَاءِ آثارَا
دَقُّوا مَسامِيرَهُم في الرَّبْعِ
وَانتَهَجوا**نَهْجًا أَقَرَّ جُحَا يُبقي لهُ الدَّارَا
هَذي قوافِلُهُمْ في الغَيِّ سَادِرةٌ**أينَ العدالةُ إذْ يَحمُونَ جَوَّارَا؟
مِن كلِّ فَجٍّ أَتَوا واستُنْفِرَتْ
هِمَمٌ**على الطريقِ انبَرى التَّعتيمُ أسْوارَا
مِنْ زَيتِنا أشعلوا النِّيرانَ مِنْ
زَمنٍ**والنَّفخُ في كِيرِها ما عادَ إسْرارَا
وقاسَموا الرُّوسَ في قَزْوينَ كَعكتَنا**على
جَماجِمِنا .. ذا نَخبُهُم دَارَا
غَدَتْ سِجالًا حُروبُ الحقِّ
وامْتُشِقَتْ**سُيوفُهـــــــــا والقَنـــــــــــا؛ أَثْلَثْنَ إصْرارَا
فَلُّوجةُ العزمِ لمْ تهْدأْ وما
انْتَبَذَتْ**أقصى الأقاصي تَلوكُ اليأسَ إقرارَا
فَتارةً يُسرِجُ الفُرسانُ
خَيْلَهمو**وتارةً يَخطِمونَ العَزمَ لَو
ثارَا
سَنُّوا صَوَارِمَهُمْ.. وعَلَّقوا
حُمُرًا**على الجُسورِ فكانَ الرُّعبُ مِدْرارَا
***
يا مُوصِلَ المَجْدِ؛ والأحرارُ ما
رَكَعُوا**إلّا لِبارئِهِم.. واسْتلْهمُوا الثارَا
ضُمِّي أيَا قُبَّةَ الإسلامِ أَجْنِحةً**على
المآذِنِ يَدْنُ الفجرُ نَوَّارَا
لَمْ نَنْسَ في نينَوَى التوحيدِ قِصَّتَها**في
ظلِّ يقطينةٍ؛ ذُو النُّونِ ما حارَا
هُبِّي أيا نِينَوَى؛ يَبغونَها
عِوَجًا**دَقُّوا خِيامَكِ؛ هَل أُنْسِيتِ أنْبارَا ؟!
حتَّى وإنْ زَمَّرَ الحاوِيْ وَجَمَّعها**سُمُّ
الثَّعابينِ باقٍ في الدِّما مَارَا
هذي المَحارِقُ لَنْ تُطفَا جَريمتُها**حتّى
وإنْ أنكرَ الرُّومانُ إنكارَا
هُمْ يُنكِرونَ وقد فاضَتْ
جِعابُهمو**بِأَسْهُمٍ تَمنحُ الباغِينَ أَوزَارَا
أَخْفَوا خَناجِرَهُم، والغَدْرُ ساتِرُهُمْ**مِنْ
أَلْفِ خَلْفٍ أُتِينا، أَمْنُنَا طارَا
أُخْتَ الرَّمادي عُيونُ الحِكمةِ التَمَعَتْ**إنْ
تَشْرُدِ الشَّاةُ تَلْقَ الحَتْفَ بَتَّارَا
هل يَفْتِقُ الدَّهْرُ لِلْمَكْلومِ ذاكِــــــرةً**إنْ دَمَّرَتْ زُمَرُ الفُجَّــارِ أمْصارَا؟
جُرحُ
العِراقِ سيبقى ساهِرًا أبَدًا**حتى تعودَ رِياحُ الثأرِ إعصارَا
*****
20/10/2016
المُوصِل:هي عاصمةُ مُحافظة نِينَوَى العراقية
وتُسمّى الحَدْباء والخضراء والزهراء وبنت الفُراتَينِ وأمّ الربيعين وقُبةَ الإسلام وبابَ العِراق
وتُسمّى الحَدْباء والخضراء والزهراء وبنت الفُراتَينِ وأمّ الربيعين وقُبةَ الإسلام وبابَ العِراق
سُيوفُها والقَنا: أَثْلَثْنَ إصْرارا: تَخَذنَ مِن الإصرارِ ثالثَهُنّ
من ديوان بغداد: للرّافِدَينِ أُغَنِّي
[]
نُشِرت في مجلة (المرايا) العراقية بِنُسختيها الورقية والإلكترونية العدد(21) حزيران 2020
نُشِرت في مجلة (المرايا) العراقية بِنُسختيها الورقية والإلكترونية العدد(21) حزيران 2020
تصدُر عن تَجمُّع مَرايا الأدبيّ
No comments:
Post a Comment