كُوني على البَاغينَ نارًا حاميةْ
كوني لهم "فيتنامَ" في طرُقاتِها يَلقَى الذئابُ القاضِيةْ
مِنْ حَقْلِ أَلْغَامٍ وبُركانٍ تُفَجِّرُهُ الأُسودُ الضَّارِيةْ
***
هذي ثغورُ الأرضِ تُهديهِمْ سُيوفًا ذابِحةْ
وَتُعَبَّأُ الأنفاقُ بارودًا، قنابلَ جامِحةْ
فَلْيَذهبُوا، وبِلا بَوَاكٍ نائِحةْ
***
لا تُوقفي البَثَّ المُضمَّخَ بالإرادَةْ
ولتُطعِمي الأجيالَ مِنْ جُوعٍ عَناقِيدَ الشَّهادَةْ
حتى تنامَ جراحُنا والأمنُ يحضِنُها ضِمادَةْ
***
في مَوسمِ القتلِ استباحَ الموتُ أفئدةَ البنينْ
وَيْ! حينَ أُجْهِدَتِ القوائِمُ كيْ تَضُمَّ الواهِبينْ
حَمِيَ النِّزالُ تسابقُوا فَتَمَنْطَقُوا بالعُمْرِ جَدَّلَهُ الحَنينْ
***
مُسْتَهْدَفٌ قلْبُ البراءةِ بالرَّصاصِ والِاعتداءاتِ الخسيسَةْ
شَرَفُ الخصــــومةِ في مَرامي النارِ تُلْقِيهِ الخِيانةُ والدَّســيسَـةْ
قَنَصُوا الرَّضيعَ فسالَ مِن فَمِهِ الحليبُ مُدَمَّمًا ومُعانِقًا آهًا حبيسَةْ
***
مَرَقَتْ سِهامُ الغَدْرِ مِنْ قَوسٍ تُحَدَّبُ خلفَ أشجارِ الخميلةْ
نَزَفَتْ قلوبٌ في أراجيحِ العصافيرِ الجميلةْ
فَتناثَرَ الدَّمُ والرَّغامُ على مرايا الصَّمْتِ تُشْرِعُها القبيلةْ
***
مَنْ ذا سيُشهِرُ قلبَهُ عطفًا ووُدَّا؟
مَن ذا سيزرعُ في الفَلا فُلًّا ووَردَا؟
والإخوةُ الأعداءُ أيْدٍ في الخَفا مُدَّتْ إلى الأعداءِ مَدَّا
***
لِمَ يُبْغِضونَكِ غادَتي وَيَسُرُّهم مَرأى الذَّبيحةْ؟
لِمَ يَجرحونَ الياسَمينَ ويَرشِفُونَ دِماءَهُ ؟ تَبًّا لِذائقةٍ قبيحةْ
ألِأنّ مَنْ غَزَلَ الجِهادَ اشتَدَّ في نَقْضِ الفضيحةْ؟
***
يا وردةً سُحِقتْ على شِقِّ الرَّحى فْتضوَّعتْ: عِطرًا، عِنادْ
يا بيْدَرًا تشدو على أرجائِهِ قُمْرُ الحصادْ
هيَّا ازرعي للقادمينَ سنابلًا في كلِّ وادْ
***
وطنٌ خُرافيٌّ يُسافِرُ في دمائي يُبحِرُ
لا لنْ يَهونَ ولنْ يُرَكَّعَ إنْ تَأَلَّهَ فاجِرُ
مِن كلِّ سُنْبُلةٍ تموتُ سَتُنْبِتُ الأيامُ حقلًا مِن لُيوثٍ تَزأرُ
***
لِتَهُبَّ فيتنامُ الجَريئةُ مارِدًا، عنقاءَ من تحتِ الرَّمادْ
فَيُجَرجِرَ المُتطاولونَ حُثالةُ الأقوامِ أذيالَ الخَسارةِ والعَتادْ
وتُطلَّ شمْسُ الحقِّ من خَلْفِ الغُيومِ بِلا تَوانٍ وارْتِدادْ
***** ْ