في
"أَغْرانَ" الثَّكْلَى، حَجَرٌ أَسْيَانْ
يُضْنِيهِ سؤالٌ يَبْكي وَطْأَتَهُ الثَّقَلانْ
هَلْ
سَدُّوا الحُفرةَ بَعدَ رَحيلِكَ يا رَيَّانْ؟
أمْ
أنَّ المؤتَمَنِينَ الْتَحَفُوا بُرْدَ النِّسيَانْ؟
تركُوها
تَلْقَفُ أفئدَةَ الآباءِ مع الصِّبْيَانْ
فَالوَقْرُ
تَسَكَّعَ في أُذْنِ الرَّاعي
وَتَرَعْرَعَ
في بَطنِ الوِدْيانْ
ما
عادَتْ تَنْقِلُ أصْداءً
تَتَرَدَّدُ
في جَبَلِ الحِرْمَانْ
أَوْ
دَرْسَ العَثْرَةِ والبَغْلَةْ
لِمَ
كانَ الوَالي في غَفلَةْ
لو
حتَّى كانتْ في بَغْدَانْ
عُمَرِيٌّ يا وَخْزَ الإيمانْ
***
نَمْ
يا وَلَدِي، نَمْ يا رَيَّانْ
في جُنْحِ مَلائكةِ الرَّحمانْ
إنْ
تَكبَرْ في زَمَنِ الخِذْلانْ؛
يَلْفَحْكَ
لَهِيبُ الخَيْبَاتِ
وَجَمْرُ الأحزانْ
لا
تُجْدِي الصَّرخَةُ يَوْمَئِذٍ
أوْ يُغْني تَرْتِيلُ الهَذَيَانْ
وسَتَبقَى
بِئرُكَ شاهِدَةً
تَروِي
تَضْييعَ الإنْسانْ
***
لِمَ
يَبْكِي القومُ
– كما لمْ يَبْكوا- الآنْ؟
ثُقِبَتْ
ذاكِرةُ الأكوانْ
سَقَطَتْ
مِنها
أفْلاذُ
الأكْبادِ الــْـ وُلِدَتْ
خَلْفَ
القُضبانْ
عَلِقَتْ
خَنْقًا
في
فَتْحَاتِ الذَّاكرةِ الغِربالْ،
أَزهارٌ
قَيْدَ الإذْلالْ،
بِسِوارِ
وأسْوارِ الغِيلانْ
حتى
إنْ جاءَ بَشِيرُ النُّورْ
يَتعثَّرْ
خَطْوُهمُ المقْهورْ
وبِلا
رَسْفٍ أوْ أغْلالْ
كانتْ
لُعبتُهُمْ، يا وَيْلي
أسْواطًا
صُغْرى يُزجِيها
عَطْفُ السَّجَّانْ
وإذا الغِلْمَانُ فَرِيقانْ
فَبريءٌ
مُتَّهَمٌ زُورًا
وعَتِيدٌ يَقْضِي بِالبُهْتَانْ
وَيَسِنُّ
الأسواطَ العَطشَى
لِدَمِ
المَظلومِ الحَيْرانْ
مَلْهاةٌ
مَأسَاةٌ نَبَتَتْ
خَلْفَ الجُدرانْ
***
آلافُ
الآلافِ ارْتَحَلوا
تحتَ
القَصْفِ
وَخَيْلِ الحَتْفِ
بِلا أضواءٍ أوْ إعلانْ
في
حِضنِ الدُّمْيَةِ بَاكِيةً
وَصَهِيلِ الحُلْمِ الهَيْمانْ:
بِرَغيفِ
الخُبْزِ وكِسْراتٍ مِن لَيْلِ أمانْ
أُرجُوحَةِ
عِيدٍ أوْ حَلْوَى
حيثُ
المأوَى:
جَيْبُ
السِّرْوالِ أوِ الفُسْتانْ
معَ
شَدْوِ عصافيرٍ ماسَتْ
فَوْقَ الأغْصانْ
لكنَّ
الرَّامي لَمْ يُخطي
أَوْتَارَ القِيثارِ الظمآنْ
فَخِطامُ
القَوْسِ المَوتورُ السّهرانْ؛
يَتَعَهَّدُ
قَطْعَ حَناجِرِها
يَرمِيها
في عَطَنِ الغُدْرانْ
***
أَلِفَتْنَا
خَيْماتٌ وَرِمالْ
وَثُلُوجٌ
في العَصْرِ الدَّجَّالِ
السَّارقِ
دِفْءَ الأطفالِ
وَقُوتَ
الأطفالِ
وَأَعمَارَ
الأطفالْ.
وسَفَائِنُ
غَصَّتْ بِالغَرقَى
فَاحْتَلَّتْ
قِيعانَ القيعانْ
تَجويعٌ .. تَركيعٌ .. مَوتٌ
لَمْ يَشْفَعْ فيهِ بُكاءُ الأَطْيَارِ
ولائِمُ: أوراقِ الأشجارِ،
كِلابٍ ضَلَّتْ، صِيْدَتْ في الحَيِّ،
القِطَطِ المَذبوحةِ للشَّيِّ
عَلى جَمْرِ الفَتْوَى
بِتَوَابِلَ مِنْ قَصْرِ السُّلْطانْ.
ودِمانَا تَجري أنهارًا
في كلِّ مكانْ
أرقامٌ
نحنُ ومَوتانا
في
عَهدٍ مَعطوبِ الوِجْدانْ
مُذْ
ضاعَتْ بُوصَلَةُ الفِتْيانْ
صارَ
الدَّفْنُ بِلا عُنْوانْ
إذْ
أَمْسَتْ أرضُ خرائطِنا
حُفَرًا،
وبَقَايَا أوطانْ
12/2/2022
أَغْران:
قريةُ الطفل–
الثَّقَلان: الإنسُ والجِنّ
التَّنُّور: الفرن - الوَقْرُ: الصَّمَم – العَتيدُ:
المُجَهَّز بالعتاد
من ديوان: عندما تبكي الدِّيار
نُشِرَت في مجلة المرايا العراقية العدد (40) آذار 2022